منتدى حبيبتى يا مصر
هلا بك اخى اختى فى منتدى حبيبتى يا مصر نتمنى لكم قضاء وقت ممتع معنا وتحميل موفق للجميع الاداره
لو تريد تكون عضو ادخل وسجل ادناه لو كنت عضو ادخل دخول ادناه
منتدى حبيبتى يا مصر
هلا بك اخى اختى فى منتدى حبيبتى يا مصر نتمنى لكم قضاء وقت ممتع معنا وتحميل موفق للجميع الاداره
لو تريد تكون عضو ادخل وسجل ادناه لو كنت عضو ادخل دخول ادناه
منتدى حبيبتى يا مصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حبيبتى يا مصر

منتدى شامل
 
الرئيسيةرواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول
العناصر المستقلة

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 4466 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Nory فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 19486 مساهمة في هذا المنتدى في 5636 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 69 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 69 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 546 بتاريخ الخميس ديسمبر 22, 2022 9:46 pm

 

 رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2014 6:53 pm

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد




الملخص

من منا يعرف ما كتب له القدر؟
ميراندا لورد غّير القدر مصيرها فجأة , حين علمت بموت شقيقتها و زوجها في حادث طائرة مفجع , نجت منه ابنتهما الصغيرة بأعجوبة .تركت ميراندا كل شيء في لندن و سافرت الى المكسيك بحثاً عن ابنته اختها .
عائلة كويراس ذات النفوذ الواسع احتضنت الطفلة لوسي , ورفض خوان التخلي عنها مهما كان الثمن . صراع ميراندا مع هذة العائلة الثرية كان رهيباً , واجهت وحدها الطغيان والأفتراء و الأكاذيب و محاولة تحطيمها بشتى الوسائل .لكن مقاومتها في اثبات حقها بأخذ لوسي لم تضعف , حتى عندما عرض عليها خوان الزواج و تبني الطفلة . لكن رافاييل الأخ الاكبر المعارض والرافض يقف في طريقها . ميراندا تحترق حائرة بين نداء الواجب و نداء قلبها , فالى أيهما تستسلم ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2014 6:59 pm

1- الطفلة اليتيمة


كانت خيوط الفجر الفضية بدأت تحل بسرعة محل ظلام الليل الدامس , عندما خرج رافاييل من ذلك المنزل القديم وفتح ذراعيه ليملأ رئتيه بالنسيم العليل , ويمتّع نظره بجمال الوادي الأخضر .وفي الداخل , كانت مولودة جديدة تصرخ بأستمرار بالرغم من أحتجاجات والدها فرانكو ماكيراز , وسمع رافاييل الوالد السعيد يحمد ربه بأخلاص وأمتنان على نجاة أبنته السابعة وسلام زوجته.
شعر الشاب المكسيكي فجأة بالتعب الشديد يدب في جميع أوصاله , ففي اليوم السابق , قطع مسافة لا تقل عن مئتي كيلومتر على طرقات لم يكن معظمها معبدا , ليشارك في أحتفال أقيم في قري سوستانسيا , وبمجرد عودته قبل منتصف الليل بقليل , جاءه فرانكو مذعورا يطلب منه المساعدة لأن زوجته الحامل تتألم كثيرا وطبيب المنطقة موجود في قرية بعيدة.
ومع أن رافاييل لم يمارس مهنة الطب منذ بضعة أشهر , ألا أنه نجح في التخفيف من آلام السيدة ماكيراز بمهارة فائقة بحيث تمت الولادة بصورة طبيعية وسهل للغاية , ولما عاد رفاييل ليأخذ سترته من تلك الغرفة الوحيدة التي تستخدمها عائل ماكيراز للأكل والنوم والجلوس واللعب , بادره فرانكو قائلا:
" ما يمكنني أن أقولك لك يا سيدي أنني ممتن للغاي , لو لم تكن موجودا وسارعت ألى مساعدتنا .......".
وترقرقت الدموع في عينيه ثم أضاف بصدق وأمانة :
" أنا مدين لك طوال العمر ".


هز رفاييل رأسه وأجابه بهدوء وأخلاص مماثل :
" لا يا صديقي , أنت لست مدينا بشيء ! أنا لم أكن سوى أداة العلي القدير على ولادة طفلتك وسلامة زوجتك , أنا لم أكن سوى أداة في يده , عز وجل".
" أوه , طبعا , طبعا يا سيدي ! ولكن مساعدتك لنا يجب ألا تذهب هباء , فهل من شيء على الأطلاق , يمكنني القيام به لأفيك بعض حقك؟".
" أتصل بالطبيب رودريغز بمجرد عودته".
" طبعا , طبعا يا سيدي , وماا لا شك فيه ........ سيكون سعيدا للغاية لأنك خففت عنه بعض الأعباء".
ودّع رفاييل الوالدين الفقيرين متمنيا لهما وللفتيات السبع دوام الصحة والعافية , ثم خرج ألى سيارته وهو يشعر بحاجة ماسة ألى الأستحمام وأرتداء ثياب نظيفة , وأخذ قسط من النوم والراحة......ولو لمدة ساعتين فقط , ولكنه كان يعلم أن ذلك مستحيل في هذا الوقت بالذات , أذ أن عليه الأنضمام ألى كاهن القرية لمشاركته في أقامة القداس ثم التوجه ألى المزرعة لمقابلة شقيقه خوان , وتساءل بشيء من المرارة عما أذا كان قراره حكيما عندما تخلى مؤقتا عن متابعة دراسته وأبحاثه في مكسيكو سيتي كي يعود ألى غواداليما لحضور مأتم عمه , وخاص لأن الفترة التي كان حددها لنفسه بأسبوع واحد أو بعشرة أيام على أكبر تقدير أمتدت رغما عنه لبضعة أشهر , لقد حضر بملء أرادته للمشاركة في جنازة عمه الراحل , الذي أمضى معظم حياته كاهنا ورعا يخدم أبناء منطقته بمحبة وأخلاص , كما أنه كان يعلم مدى أشتياق والدته له , وهو أبنها البكر , ولكن الكاهن الجديد بدأ يعتمد على مساعدته كما أن أبناء المنطق أخذوا يحملون أليه مشاكلهم ويطلبون منه أعانتهم بطريقة أو بأخرى ,ألا أنه لا يرغب في البقاء طوال حياته في هذه القرية الخصبة التي تقع في أعالي الجبال , والتي تعيش فيها عائلته منذ أجيال عديدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2014 7:06 pm

تأمل رافاييل تلك المساحة الشاسعة أمامه والمكتظة بأشجار الفاكهة وسنابل القمح , ورثها عن والده وأمضى فيها السنوات الثلاثين الأولى من عمره , ولكنه لم يرغب في الأحتفاظ بها , وبدأ شقيقه الأصغر خوان يهتم بها ويرعاها , لم يكن يريدها منذ حداثة سنه , فقد كان ميالا ألى تحصيل العلم والأنطلاق في مجالات الفكر والثقافة أكثر بكثير من السعي ألى تحقيق المكاسب المادي والأنزواء في قرية صغيرة بعيدة , أختلف ووالده كثيرا حول هذا الموضوع أذ أن تلك الأرض ملك لعائلة كويراس منذ أكثر من ثلاثمئة سنة , يتوارثها الأبناء عن الآباء , وتذكر رفاييل قصة جده الأكبر ألبرتو كويراس الذي أحب هذه المنطقة ألى درجة قرر فيها التخلي عن وطنه الأم أسبانيا وعن نفوذه الواسع فيه , للأقامة نهائيا في هذه الأرض الخصبة المنعزلة تقريبا عن بقية أنحاء المكسيك.
وتذكر أيضا كيف أن ذلك الجد الثري بنى بيتا وغرس العديد من الأشجار قبل أن يرسل بطلب زوجته وأولاده , وكيف أن تلك الممتلكات أخذت تكبر وتنمو بحيث أصبحت حاليا أحدى أضخم وأغنى المزارع في المنطقة , وكان الأبن الأكبر يرثها عن والده ويورثها لأبنه البكر وأنجح مما كانت عليه لدى أستلامه أياها.
ألا أن رفاييل تمرد وثار على التقاليد ,ولأن والده علّمه منذ صغره أن يأخذ ما يريد على أنه حق مكتسب له , فقد ظل يحذو حذو أبيه ويسير على خطاه لحين شعر بالأزدراء من تلك الأناني والعقلي الأستبدادي , كانت بداي الأشمئزاز عندما أكتشف أن لوالده عشيقات من بين الخادمات والعاملات في الحقول , ولكن الوالد الماجن أقنعه بأن ليس في الأمر أي خطأ أو عيب , مما جعله في وقت لاحق قادرا على كسب مودة أي أمرأة يعجب بها أو يريدها لنفسه , وساعدته في تحقيق تلك الأنتصارات وسامته وشخصيته القوية , بالأضافة ألى الأموال الطائلة الموضوعة بتصرفه.


وعندما أنتقل ألى الجامعة وأبتعد عن والده ونفوذه السيء بدأت نظرته الطيبة تقوى على الأفكار الشريرة والطباع البغيضة التي زرعها والده في رأسه , وبدأ يحوّل أهتمامه أكثر فأكثر ألى العلوم والثقافة , وأخذ رفاييل يشعر بالأنزعاج والأسى الشديدين عندما أصبح يحس أثناء أجازاته السنوية بمدى فقر العمال والفلاحين وظروف معيشتهم الصعب والسيئ وتفشّي الأمراض بين أفراد عائلاتهم , وأقتنع الشاب المثقف بأن ما من شيء على الأطلاق يربطه بهذه الأراضي الغنية والشاسعة التي ستصبح ملكا له , ولكنه كان يعلم علم اليقين بأن قراره التخلي عن مسؤولياته بالنسبة لأدارة هذه الممتلكات سيثير غضب والده وحنقه , ولكن الوالد مات بنوبة قلبي فيما رافاييل يتخرج من كلي الطب , وبما أن شقيقه الأصغر خوان لم يبد أبدا أي أهتمام في تحصيل العلم وكان موجودا في المزرعة عند وفاة أبيه , فمن الطبيعي والبديهي أن يتولى هو أدارة أعمال المزرعة لحين حضور الوريث الشرعي.
أرتاح رافاييل كثيرا في ممارس عمله كطبيب يخصص معظم وقته لمعالج المرضى الفقراء ومساعدتهم مواساتهم ,ولكن والدته أخذت تلاحقه بعناد وأصرار مطالب أياه بأيجاد شريكة لحياته تنجب له أبناء يحفظون أسم الائلة وتقاليدها ويرث كبيرهم مستقبلا هذه الأراضي والممتلكات , ولم يكن الطبيب الشاب راغبا في الزواج أو أنجاب الأطفال , ففتر العبث والمجون التي أمضاها منذ سنوات المراهق الأولى حتى بداي العشرينات من عمره خلّفت رد فعل قويا في الأعوام اللاحقة , لم يعد يشتهي الفتيات الجميلات اللواتي كن يتهافتن عليه , وشعر بأن ما من أمرأة ستجتذبه أو تثير أعجابه بعد الآن , وبالأضافة ألى ذلك , قرر رافاييل خدمة المجتمع وعدم الألتهاء بزوجة وعائلة , وبالرغم من دموع أمه وأثرارها.
أنتهى قداس الصباح حوالي الساعة السابعة , فتوجه رافاييل ألى المزرع لمقابل شقيقه , دخل القاعة الفسيحة وراح يتأمل حوله بأعجاب وأرتياح جمال ذلك المبنى القديم الذي لم يبق من بنيانه الأصلي سوى القاعة وثلاث غرف مجاور , بالأضافة ألى غرفة فسيح الأرجاء في الطابق الأعلى , وكان كل من الورثة الذين تعاقبوا على أمتلاك المبنى يعمل على تدعيمه وأضافة غرف وقاعات حسبما تدعو الحاج أو تشتهيه النفس , ألى أن أصبح قصرا كبيرا يغطي مساحة شاسعة .
" سيد رافاييل!".
كان صوت مدبرة المنزل جيزابيل حنونا وقويا , ويعبّر عن محبة وأخلاص حقيقيين لرافاييل , فهو لا يزال بالنسبة لها سيد القصر المطاع.
" صباح الخير , يا جيزابيل".
قالها رافاييل بحنان مماثل وهو ينظر ألى السيد الهندية المسنّ التي تخدم عائلته منذ أكثر من ثلاثين سنة بأخلاص لا يضاهى , والتي تدير شؤون المنزل بحزم وقوة.
" علمت أن خوان يريد مقابلتي , فهل تعرفين أين هو الآن؟".
تركت جيزابيل يد رافاييل التي كانت تمسك بها بيديها القويتين وقالت له بلهفة واضحة :
"أنك لا تعتني بنفسك على الأطلاق أثناء وجودك في ذلك الكوخ الصغير الذي تقيم فيه".
أحتج رافاييل بهدوء قائلا :
" أنه ليس كوخا , يا جيزابيل , ثم....... أين أخي الآن؟".
" أنه يتناول فطوره على الشرفة , يا سيدي , هل أكلت شيئا هذا الصباح؟".
هز رافاييل رأسه وأجابها بأبتسامة لطيفة:
" لا , لم تتح لي الفرصة بعد".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2014 7:13 pm

نظرت أليه بقلق واضح وقالت معترضة على تصرفاته :
" ألا تلاحظ أنني على حق , لا تأكل , لا ترتاح بما فيه الكفاية , لا.........".
" كنت منشغلا جدا الليلة الماضية .....".
" أوه , صحيح ! تذكرت الآن , أنها تلك السيدة ماكيراز , أليس كذلك ؟ جاء زوجها في وقت متأخر جدا يسأل عنك , هل تمت الولادة بصورة طبيعية ؟".
هز رافاييل رأسه المتعب وأبلغها بأن السيدة وضعت طفلة جميلة , ثم أضاف قائلا :
" والآن ..... يجب أن أقابل خوان ".
" سأحضر لك فطورا خفيفا مع القهوة , يا سيدي ".
خرج رافاييل ألى الشرفة فأستقبله شقيقه بأبتسامة خفيفة قائلا له وهو يمضغ لقمة كبيرة :
" أسعدت صباحا يا رافاييل , أرى أنك أستلمت رسالتي ".
" وهل كنت تشك في ذلك؟".
ثم جلس في كرسي مجاور وأضاف بهدوء :
" أرجو أن تكون مختصرا , فلدي كثير من المهام هذا اليوم ".
صبّ خوان لنفسه فنجانا آخر من القهوة ثم قدم الأبريق ألى أخيه , هزّ رافاييل رأسه وقال :
"ستحضر لي جيزابيل بعض القهوة , أنها تصر على أنني لا أعتني كثيرا بنفسي ".


" صحيح , هذا أمر لا يمكنني أن أفهمه ...... أوه , الأفضل ألا أتابع هذا الحديث فقد تجادلنا فيه سابقا بما فيه الكفاية ! هيا , أشرب بعض العصير , ألا تعتقد أن سياسة الحرمان الذاتي الذي تنتهجها يجب ألا تشمل الطعام ؟".
" أنا آكل ما يكفيني , وهذا هو المهم , والسؤال الرئيسي هو حول سماح الأنسان لنفسه بالأكل حتى التخمة في حين أن نصف سكان العالم يموتون جوعا !".
نظر أليه خوان بأستهزاء وسأله متأففا :
" وهل تعتقد أنني سأساعد هؤلاء الجياع أن أنا حرمت نفسي من فنجان قهوة أو قطعة حلوى؟".
" لا فائدة من هذا النقاش , كما ذكرت أنت بنفسك قبل قليل ".
وفي تلك اللحظة وصلت جيزابيل ومعها الفطور المخصص لرافاييل , وبعد أن أعطت تعليمات مشددة للطبيب الشاب بأن عليه تناول طعامه كاملا , عادت ألى عملها مفسحة المجال أمام الشقيقين للتحدث بحرية.
" هل لي أن أطلب منك خدمة , يا رفاييل ؟".
" تفضل".
" هل تذكر طفلة الأرسالية؟".
قطب رافاييل حاجبيه وقال :
" الفتاة البريطانية ؟ طبعا , أتذكرها ".
" يبدو أن أسمها قد يكون لوسي كارمايكل ".
" قد يكون ؟".
" صحيح , فمن المستحيل القول بالتأكيد من تكون بما أنها هي على ما يبدو لم تعد تتذكر شيئا عن ماضيها , ألا أنه كانت على متن الطائرة التي تحطمت قبل بضعة أسابيع , عائلة تدعى كارمايكل , مؤلفة من أبوين وأبنة في حوالي الثامنة من العمر".
" وهل تعتقد أن هذه الفتاة هي التي وجدها بنيتو سانتوس؟".
" ربما , ربما!".
" ولكن , هل يعقل ذلك؟ أين تحطمت الطائرة؟".
" في الجبال ......على بعد خمسة وعشرين كيلومترا من هنا ".
شرب رافاييل جرعة من القهوة اللذيذة وقال لشقيقه مشككا :
" يبدو أن هذا الأحتمال واردا , ولسوء الحظ , أصرت السلطات المسؤولة على أن تحقق في كافة الأحتمالات ".
" لسوء الحظ؟".
" نعم , لسوء الحظ ,لأن الطفلة لا تميل أليّ كثيرا".
أستوى رافاييل في كرسيه ثم سأل خوان بأستغراب :
" وما هي بالتحديد نواياك أتجاه الفتاة الصغيرة؟".
تنهد خوان وأجاب شقيقه بتردد :
" لا أدري! لم أتخذ بعد قرارا نهائيا بشأنها , ولكنني أفكر جديا بموضوع التبني .....".
قاطعه رافاييل قائلا بدهشة واضحة :
" التبني ؟ ولكن ....... قد يكون لها أقرباء!".
هبّ خوان واقفا بعصبية وقال :
" أن لها أقرباء , ولهذا السبب أطلب مساعدتك".
" مساعدتي؟ لكنني لا أرى كيف يمكنني مساعدتك في هذا المجال".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2014 7:18 pm

أشعل خوان غليونه وقال لأخيه بشيء من الحدة :
" تمهّل لحظة وسوف أشرح لك كافة التفاصيل , أكتشفت السلطات أن للفتاة قريبة راشدة هي شقيقة أمها , وكما هو متوقع , فأنها تعيش في بريطانيا ".
" وهل تم أبلاغ الخالة بأحتمال أن تكون أبنة شقيقتها قد لا تزال حية؟".
" نعم , نعم , ولهذا السبب بالذات طلبت مساعدتك ".
" كيف؟".
" سوف تأتي هذه السيدة قريبا جدا لمقابلة الطفلة , وللتأكد بنفسها مما أذا كانت حقا لوسي كارمايكل أم لا".
" لكنني لم أفهم بعد كيف يمكنني مساعدتك في هذا الصدد".
" أنتظر , أنتظر!".
ردّد خوان هذه الكلمة بعصبية واضحة , فيما بدا أنه يجد صعوبة في شرح المهمة التي يريد من شقيقه القيام بها , أشعل غليونه مرة أخرى ثم جلس قبالة أخيه وقال متلعثما :
" سوف ....... سوف أوضح لك كل شيء , خالة الطفلة شابة ..... غير متزوجة , أنها الأنسة لورد , وهي...... ستصل غدا , أريد..... أريدك أن تستقبلها ".
" أنا؟ ولماذا أنا؟ وألى أين ستصل؟".
" ألى مكسيكو سيتي , بالطبع".
" خوان! أنك تهذي! كيف يمكنني أن أقابها في العاصمة وهي لا تعرفني , كما أنني لا أكاد أعرف الطفلة ! أذا كنت تريد مقابلتها , فعليك الذهاب بنفسك لأستقبالها".
تنهد خوان بأسى ورفع ذراعيه قائلا بشيء من الحسرة :
" لا يمكنك أن تطلب مني ذلك ! وماذا سأقول لها؟ أنت تختلف عني كثيرا ....... تعرف الناس وكيف تتحدث أليهم , شخصيتك قوية و..... وتتحدث الأنكليزية بطلاقة".
" أهذا هو سبب الأستدعاء العاجل؟".
" نعم".
شرب رافاييل الجرعة الأخيرة من قهوته الباردة , ثم نظر ألى شقيقه وقال له بلهجة حادة :
" أنني لا أفهم لماذا لم تعمل السلطات المسؤولة على أحضار هذه الآنسة ألى غواداليما؟".
" لأن المسؤول عن الأرسالية , الأب أستيبان , قرر أن يترك القضية بيت يديّ".
" وهل من أنجاز تأمل في تحقيقه من جراء ذلك ؟".
أحمر وجه خوان قليلا وقال :
" أنجاز ؟ أنها كلمة توحي بأننا نعمل في الخفاء لتنفيذ مؤامرة ما!".


" لا , لم أقصد ذلك على الأطلاق , فما تنوي القيام به بالنسبة للطفلة أمر مثير للتقدير والأعجاب , ولكنني لا أتصور أن فالنتينا سترحب بفكرة أنها ستصبح فجأة أما لفتاة في الثامنة من عمرها ".
" أننا غير متزوجين بعد , يا رافاييل".
" أعلم ذلك يا عزيزي , ولكن الزواج متوقع , لا بل وأنه معد سلفا".
تأفف خوان وهو ينهض من كرسيه ثم قال بحدة :
" اللعنة ! ماذا يمكنني قوله لعانس في منتصف العمر ؟ كيف سيكون بأمكاني أن أشرح لها مشاعري أتجاه الطفلة ؟ وأذا كانت حقا لوسي كارمايكل , فكيف يمكنني أقناع الخالة بأن الفتاة ستسعد معنا هنا أكثر بكثير من وجودها في تلك البلاد الباردة المزعجة ؟".
" أعتقد أنك تتحدث بأنفعال وبغير موضوعية , فأنت لا تعرف شيئا عن بريطانيا , كما أن الفتاة قد تكون مسرورة جدا للعودة مع خالتها , فرابط الدم قوي , ومشاهدة خالتها مرة أخرى , قد يعيد أليها ذكرياتها ".
تنهد خوان بحرقة وقال بتأفف:
"أعرف , أعرف , هل تعتقد أنني لم أفكر بهذه النقطة بالذات ؟ ألا تعلم أن هذا هو السبب الأساسي لطلبي مساعدتك ؟ أريدك أن تتحدث مع هذه السيدة وأن تشرح لها أني لست رجلا شريرا , أريدك أن تخبرها الحقيقة وهي أن الفتاة نفسها تحبني وأنني بدوري معجب بها ألى درجة كبيرة , وجود الطفلة معي أفضل لها بكثير من وجودها مع خالتها".
" بكلام آخر , تريدني أن أثني على صفاتك وخصائصك الحميدة كي تنظر الآنسة لورد في أمكانية التخلي لك عن أبنة شقيقتها!".
" قل لي يا رافاييل ! ألا تعتقد معي أن الفتاة ستكون سعيدة جدا هنا , مع كل ما يمكنني تقديمه لها؟ وهل بأمكان تلك السيدة .... الخالة أن تمنحها من الحب والحنان والرعاية أكثر مما يمكنني أنا منحها أياه؟".
" كيف تعرف ذلك ؟".
أشعل خوان غليونه وأخذ منه نفسا عميقا وقال :
" الأمر واضح من الثياب الرثة تقريبا التي كانت ترتديها عندما تم العثور عليها , وكذلك من تلهفها ألى الكماليات التي وفرتها لها حتى الآن ".
" أسمع يا خوان! أذا كنت حقا تريد مساعدة الطفلة للعيش في بحبوحة , فما عليك ألا أن تعرض على خالتها معونة مالية ".
حدّق به خوان مذهولا وقال بصوت عال :
" لا! لا يمكنني أن أفعل ذلك".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2014 7:23 pm

هز رافاييل كتفيه ورد بهدوء :
" مجرد أقتراح بسيط , لا أكثر ".
" أنني أناشدك بأن تقابل هذه الخالة تفعل ما طلبته منك , ربما.... ربما تمكنت من أقناعها بتغيير رأيها و......".
قاطعه رافاييل بشيء من العصبية قائلا :
"خوان! ألا تريد أن تعرض مساعدة مادية؟".
" وهل قلت أنني قد أفعل ذلك ؟".
عقد رافاييل جبينه وقال لأخيه وهو يهب واقفا من كرسيه:
" حسنا , سأقابل الآنسة لورد , والسبب في ذلك هو خوفي من أنك قد تفكر بطريقة أخرى للأحتفاظ بالطفلة".
" أنني متعلق بها جدا ويسعدني كثيرا أنها تعاملني كوالدها الذي فقدته قبل أسابيع , أنه لأمر مثير للغاية أن يجد أنسان مثلي نفسه محور الأهتمام الوحيد في عالم طفلة صغيرة".
غادر رافاييل الشرفة وتوجه ألى غرفة والدته في الطابق الأعلى , كانت تقرأ جريدة الصباح عندما دخل أبنها مبتسما , وضعت الجريدة جانبا ومدّت ذراعيها لأستقباله قائلة , فيما كان يمسك بيديها وينحني ليقبل رأسها :
" أذن ستذهب ألى مكسيكو سيتي لمقابلة تلك السيدة!".
" هل سمعت حديثنا ؟".


أبتسمت السيدة أيزابيلا وقالت :
" كيف لا , وصوت أخيك يعلو بين الحين والآخر , بالمناسبة , هل تعتقد أنه محق في سعيه لتبني هذه الطفلة؟".
" أنني أخشى ...... في أي حال , خوان راشد بما فيه الكفاية ليقرر بنفسه ما يريد ".
هزت السيدة الموقرة رأسها وقد علت وجهها مسحة من الحزن , ثم سألت أبنها البكر :
" هل هو حقا , يا رافاييل ؟".
ولما لم يعلق بشيء على تلك الملاحظة , سألته أمه بشيء من القلق :
" أذا ذهبت ألى العاصمة فسوف تعود , أليس كذلك ؟".
" طبعا يا أمي , وألا فكيف ستجد السيدة البريطانية طريقها ألى هنا! ثم أنني مضطر للعودة ألى مكسيكو سيتي في القريب العاجل ".
" ولكنك لم تمض وقتا طويلا هنا يا بني ! لم نرك ألا نادرا...".
" وقتي ضيق جدا يا أمي ".
" أعرف , الجميع يطلبون وقتك , ونصائحك , ومعلوماتك الطبية , فيما أنا...... أمك الحبيبة.... لا أحظى منك ألا بدقائق محدودة في ألأسبوع !".
أقترب رافاييل مرة أخرى من السرير وجلس قرب والدته الحزينة ثم قال لها وهو يمسك بيديها :
" أعدك بأنني سأحضر لزيارتك كلما سنحت لي الفرصة بذلك".
ومضى ألى القول , فيما كانت تحتضن رأسه وتقبله باكية :
" يجب أن أذهب الآن لأستحم , ولأبلاغ كاهن القرية بأنني متوجه غدا صباحا بأذن الله ألى العاصمة ".
" وهل ستنتقل بالطائرة المروحية ألى بوابلا؟".
" نعم , وأتصور أنني سأجد سيارة هناك يمكنني أستخدامها ".
" توجد سيارتان جديدتان أشتراهما شقيقك قبل فترة وجيزة , ولكن , أرجوك , لا تسرع! معظم الطرقات خطرة جدا".
ودّع رافاييل والدته وغادر القصر متوجها ألى سيارته , وفي الخارج , شاهد شقيقتيه التوأم , كارلا وكونستانسيا البالغتين من العمر ثمانية عشر عاما تمتطيان جواديهما وتقتربان منه , عانقهما معا , فيما كانتا تحتجان على مغادرته القصر بتلك السرعة , وقالت له كارلا :
" أعتقد أن خوان طلب منك مقابلة تلك السيدة ... خالة الطفلة الصغيرة , أليس كذلك ؟".
ولما رد عليها بالأيجاب , أعترضت كونستانسيا بالقول :
" دعه يذهب هو بنفسه !".
ووافقتها كارلا قائلة بحدة :
" لماذا يريدك أن تضيّع وقتك الثمين لمقابلة سيدة مسنّة تأتي من بلاد باردة تعيسة ؟".
" هذا يكفي , يا كارلا ! أنكما لا تعرفان شيئا عن الآنسة لورد , وأعتقد أنه لا يحق لكما أطلاق هذه الأوصاف على أنسانة قد تكون عكس ذلك تماما ".
" هل يمكنني مرافقتك ؟".
" لا أظن أن هذه فكرة جيدة ".
" لماذا؟ فعلى الأقل لن تصاب بالملل........".
ولما قاطعتها كونستانسيا طالبة أيضا مرافقة الشقيق الأكبر , قال لهما رافاييل بهدوء :
" لا يوجد لنا جميعا مكان كاف في الطائرة المروحية , سأراكما غدا بأذن الله , ألى اللقاء".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2014 7:36 pm

2- التحدّي

كان الطقس حارا وخانقا بعد ظهر ذلك اليوم , فيما كان المطار الدولي في عاصمة المكسيك يعج بمئات المسافرين والقادمين والمستقبلين , ولم يكن رافاييل من الأشخاص الذين يحبون الحشود أو الضجيج , لا بل أنه يتفادى ذلك قدر أستطاعته , ومما زاد في أنزعاجه أنه أضطر للأقامة في فندق المطار يوما بكامله , لأن الطائرة التي تقل السيدة البريطانية تأخرت عن الوصول أربعا وعشرين ساعة بسبب عطل فني.
وما أن أعلن عن وصول الطائرة المنتظرة , حتى توجه رافاييل ألى القاعة المخصصة للمستقبلين , لم ينتبه ألى عيون الشابات التي كانت تلاحقه بنظرات الأعجاب والرغبة , لم يكن مهتما ألا بكيفية أستقبال تلك السيدة والعودة ألى الأعمال الكثيرة التي كانت تنتظره.
وقف رافايل في أحد جوانب القاعة وراح يتأمل بأهتمام بالغ جميع السيدلت المتوسطات الأعمار اللواتي كنّ يدخلن , من باحة المطار , ولحسن حظه , كانت كل من تلك السيدات تجد شخصا أو أشخاصا في أستقبالها , وفجأة دخلت سيدة على كرسي متحرك تدفعه شابة ممشوقة القامة تتفحص المستقبلين بهدوء وروية , وشعر رافاييل بالأنقباض , هل يمكن أن تكون تلك السيدة المقعدة هي الآنسة لورد , وتلك الشابة ممرضتها أو مساعدتها ؟ ألا أنه سرعان ما أكتشف أن تكهنه لم يكن في مكانه , أذ أقترب رجل وأمرأة من السيدة المتعبة وراحا يتحدثان أليها بعطف ومحبة كأنهما يواسيانها , أذن , أين هي الآنسة لورد ؟ من المؤكد أن عليها توقع حضور شخص لأستقبالها ! هل يعقل أن تغادر المطار وتحجز لنفسها غرفة في أحد الفنادق بدون الأتصال بمكتب الأستعلامات ؟
" عذرا , أيها السيد!".
نظر بسرعة ألى صاحبة الصوت الرقيق ليجد قربه تلك الشابة التي كانت ترافق السيدة المقعدة , أرتفعت معنوياته قليلا , أذ أن تلك السيدة الحزينة قد تكون بالفعل الآنسة لورد.
" نعم".
قالها بشيء من العصبية لأن الشابة الجميلة والجذابة فاجأته وهو شارد الذهن مبعثر الأفكار , وفيما كان يتأمل بسرعة وأعجاب قوامها الرشيق وجمالها الأخاذ , قالت له بصوت دافىء ولهجة بريطانية واضحة :
" عذرا ! هل أنت السيد كويراس ؟".
توترت أعصابة قليلا ولكنه أجابها بلطف وتهذيب :
"نعم , أنا رافاييل كويراس".
" هل قلت رافاييل ؟ آسفة , ولكنني كنت أتوقع وجود السيد خوان كويراس ! ".
أبتسم رافاييل بأدب عندما لاحظ خيبة أملها الواضحة وقال مطمئنا :
" خوان كويراس هو شقيقي , يا آنسة , هل تتحدثين بالنيابة عن الآنسة لورد ؟".
أبتسمت الشابة الجميلة وهي تجيبه قائلة :
" بالنيابة عن ..... أوه , لا يا سيد , أنا لا أتحدث بالنيابة عن أحد , أنا هي الآنسة لورد ميراندا لورد!".
أصيب رافاييل بدهشة عارمة وذهول بالغ , وكأن تلك الشابة أعلنت للتو عزمها على طعنه بخنجر حاد أو أطلاق النار عليه , لم يصدق! لا يمكن أن هذه الصبية الحلوة هي الخالة المتوسطة العمر التي ينتظر وصولها من بريطانيا! هذا مستحيل , كالخالات أو العمات في بلاده هنّ عادة متوسطات الأعمار أو حتى مسنات ! وسمعها ذاهلا تسأله بمرح ظاهر :
" هل من مشكلة ؟ هل كنت تتوقعني بشكل آخر ؟".


أزعجه جدا أن تعرف بالتحديد سبب ذهوله وأرتباكه , وتضايق من الطريقة التي كانت تنظر بها أليه , لم تعجبه نظراتها الساخرة , فتنحنح قليلا وأجابها بهدوء مصطنع :
" لا , أبدا يا آنسة! كنت أتوقع أن تكوني ....... أكبر سنا , لا أكثر!".
" التوضيح سهل للغاية , فأختي تكبرني بأثني عشر عاما ".
بدا عليها التأثر الواضح بمجرد التحدث عن شقيقتها الراحلة , ولكنها أبتسمت مرة أخرى وقالت له :
" آسفة لأنني خيبت آمالك , يا سيد كويراس ".
تطلّع رافاييل حوله متفاديا نظراتها الساخرة وأدرك أنه لم يعد بأمكانهما البقاء طويلا في تلك القاعة , لأن طائرة أخرى بدأت تحط على مدرج المطار.
" تفضلي معي , يا آنسة , هل لديك حقائب؟".
" واحدة فقط , أنها تلك الحقيبة الزرقاء الموجودة هناك , سأحضرها ".
" أنا سأحضرها لك يا آنسة".
ما أن أقترب رافاييل من الحقيبة , حتى لاحظ أن زواياها بالية بعض الشيء وأنها ليست من النوع الذي تبتاعه آنسة ثرية , أو حتى مرتاحة ماديا , وتذكر كلمات شقيقه بالنسبة ألى الطفلة اليتيمة , ربما كان محقا في تصوراته , فهذه الشابة ليست مؤهلة لأن تكون وصيا على فتاة في الثامنة من عمرها , عاد بالحقيبة وقال لصاحبتها بأدب :
" هيا بنا يا آنسة ".
" أرجوك أن تناديني بأسمي الأول , ميراندا , أنني معتادة على ذلك , وأفضله كثيرا على كلمة آنسة".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2014 7:40 pm

لم يعلّق رافاييل بشيء على تلك الملاحظة , بل أشار برأسه نحو باب الخروج , وفي طريقهما ألى السيارة , قالت له ميراندا :
" أتصور أنك تنتظرني منذ يوم أمس , أنني آسفة جدا ,ولكن الطائرة تعرضت لعطل فني طارىء , صدقني , كانت رحلة مرهقة للغاية".
ثم نظرت حولها وقالت بأرتياح ظاهر :
" يا لهذه الأزهار الجميلة الرائعة ! أنني لا أكاد أصدق أنني هنا ....... في المكسيك , أنها بلاد ساحرة وأنا متشوقة جدا لمشاهدتها , وبخاصة لأنها أحدى المرات القليلة التي أسافر فيها ألى الخارج".
" كنت أتصور أن هدف حضورك ليس للتمتع بالمناظر الطبيعية , يا آنسة".
أحنت رأسها قليلا ثم نظرت أليه وقالت بهدوء:
"فقدت أختي وزوجها منذ أكثر من أربعة أشهر , وأضطررت لأقناع نفسي بتقبل الحقيقة المرة وهي أنهما لن يعودا أبدا ".
أدرك رافاييل أنه يترك أنطباعا سيئا عن نفسه عندما يتصرف على ذلك النحو مع شابة غريبة , ولكنه لم يقل شيئا.
" سيارتك؟".
قالتها برصانة وهي تحاول أخفاء أعجابها الشديد بتلك السيارة الجديدة والمشهورة بمزايا عدة , بما في ذلك السرعة التي يمكن أيصالها بسهولة ألى أكثر من مئتي كيلومتر في الساعة , هز رافايل رأسه نفيا وهو يقول :
" أنها لشقيقي , يا آنسة ".
ثم فتح الباب داعيا أياها للجلوس في المقعد الأمامي ,وبعد أن وضع الحقيبة في الصندوق , جلس وراء المقود وأطلق العنان لذلك المحرك القوي , أنها المرة الأولى منذ زمن بعيد تجلس فيها قربه شابة أو سيدة , بأستثناء شقيقة أو والدة أو قريبة , ومع أنه قرر تجاهل وجودها قربه , ألا أنه لم يتمكن من تجاهل رائحة عطرها الجميل وحرارة جسدها الدافىء , ولما أنتبه ألى أنها تنظر خارجا بأهتمام واضح , أرغم نفسه على التصرف بصورة طبيعية وراح يشرح لها بأيجاز عن الجبال المحيطة بالمدينة مع ألقاء بعض الضوء على النواحي التاريخية والثقافية للبلاد ككل , ولاحظ رافاييل أنها أصيبت بخيبة أمل عندما توجه جنوبا نحو بوابلا عوضا عن الذهاب عبر العاصمة , وقال لنفسه : أن بأمكانها مشاهدة معالم المدينة بمفردها عندما تنتهي من المهمة التي حضرت لتنفيذها , وسمعها تسأله فجأة :
" كم تبعد غواد اليما من هنا ؟".
" لا تزال أمامنا مسافة طويلة , يا آنسة ".
وصمت لحظة ثم مضى ألى القول :
" غاب عن بالي أن أسألك في المطار عما أذا كنت جائعة أم لا , ما رأيك في تناول وجبة خفيفة من الطعام في أحد المطاعم القريبة من هنا ؟".
" شكرا على أهتمامك بي , ولكنني تناولت طعام الغداء على الطائرة".
وبعد بضع لحظات , نظرت أليه مجددا وسألته بجدية :
" كنت أتوقع ملاقاة شقيقك في المطار , هل هو مريض؟".
أشتدت قبضته على مقود السيارة وهو يجيبها قائلا :
" لا! لا يا آنسة! أنه ليس مريضا".


" ألا أن هناك سببا آخر لعدم مجيئه ,أليس كذلك؟".
ولم تنتظر جوابه أذ سألته مرة أخرى بأصرار وتحد :
" أنك لم تكن راغبا في الحضور , أليس هذا صحيحا؟".
دهش رافاييل من هذا الأيحاء وسألها بهدوء مصطنع :
" لماذا تقولين ذلك , يا آنسة ؟".
" الأمر واضح للغاية , لديّ شعور بأنني أكثر من مجرد أزعاج بسيط لك".
" آسف".
" لا , لست آسفا على الأطلاق , ولكنني أتمنى معرفة السبب الحقيقي الذي دفعك ألى المجيء طالما أنك تشعر بهذه الطريقة".
تنهد رافاييل وقال متأدبا :
" أعذريني يا آنسة ! أنني...... أنني متعب قليلا".
هزت رأسها ثم قالت له :
" أخبرني عن لوسي".
تردد رافاييل لحظة وسألها بهدوء :
" وهل أنت متأكدة من أن الطفلة الموجودة في غواداليما هي حقا لوسي ؟".
" أرسل لي كاهن المنطقة , الأب ... أستيبان على ما أذكر , صورة فوتوغرافية عنها , أنها ليست أفضل صورة لها , ولكنها تظهر شكلها وملامحها بصورة لا تقبل الشك , ولا أتصور أن هناك في المكسيك آلاف الفتيات الصغيرات اللواتي تنطبق عليهن مواصفات لوسي ".
" أنت على حق".
" بالمناسبة , علمت أن شقيقك يعاملها معاملة طيبة للغاية ".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2014 7:42 pm

شعر رافاييل بأن الفرصة سنحت كي يفاتحها برغبة أخيه , ولكنه تروّى قليلا لأن هذه الشابة تختلف أختلافا تاما عما يتصوره خوان , ثم قال :
" شقيقي متعلق كثيرا بالطفلة".
هزت برأسها كأنها تعرف ذلك مسبقا , وقالت :
" هذا ما فهمته أيضا من الكاهن , يجب أن أشكر أخاك على أهتمامه البالغ بها , هل لديه أولاد؟".
" أنه ليس متزوجا , يا آنسة".
أبتسمت ميراندا وقالت له بلهجة شعر معها أنها تستخف به مرة أخرى:
" أذن , فليس لديه أي أولاد , صحيح؟".
أطبق رافاييل شفتيه بحدة ,ثم قال :
" لديه خطيبة , وسيتزوج قريا ".
" أوه! وأنت , يا سيد , هل أنت متزوج ؟ هل لديك أطفال؟".
" كلا".
رفعت حاجبيها بأستغراب وقالت :
" يبدو من نبرتك أن هذا الموضوع غير وارد على الأطلاق".
ثم أبتسمت ومضت ألى القول :
" وأنا أيضا غير متزوجة , ألا أنني كنت أتصور أن الناس في الدول اللاتينية يتزوجون في سن مبكرة".
" لا يمكنك القول أن الجميع يتزوجون باكرا أو حتى أنهم يريدون الزواج على الأطلاق".
لاحظت أنفعاله فقالت له ببرودة أعصاب مزعجة :
" لديك كل الحق في ذلك , أنني أدرك تماما أن العادات والتقاليد لم تعد ترغم جميع الناس على الزواج ".
" لم أكن أعني ذلك أبدا , يا آنسة!".
" حقا؟".
تأملت عنقه وكتفيه العريضين بعض الوقت قبل أن تنظر ألى معصمه وتتفحص بدقة ساعته الذهبية الثمينة , ثم حوّلت نظراتها ألى يديها , تضايق رافاييل من ذلك , فما من أمرأة مكسيكية نظرت أليه بهذه الطريقة من قبل ! أين الأحترام واللياقة ؟ هل أصبحت الفتاة في بلادها تعتبر نفسها مساوية للرجل , بكل ما لتلك الكلمة من معنى ؟ لقد سمع أن هذا هو ما يجري هناك , ولكنه وجد صعوبة فائقة في تصديق ذلك , ووجد نفسه فجأة يتنهد بقوة ويسألها :
" هل لديك يا آنسة , أي نية للزواج في المستقبل القريب؟".


أتسعت عيناها دهشة وأستغرابا وقالت له :
" لا , ليس في المستقبل القريب , ثم ...... لماذا توجّه أليّ مثل هذا السؤال؟".
أرتبك رافاييل لأنه في الأساس لم يكن معتادا على أحاديث شخصية كهذه , ولكنه أستجمع قواه وقال لها :
" لمجرد .... لمجرد السؤال , لا أكثر ".
لماذا لا يفاتحها بالموضوع ويدخل ألى صلبه بدون لف أو دوران ؟ المسألة صعبة للغاية , ولكن لديه مهمة يجب تحقيقها مع كل ما يتطلب ذلك من جرأة وشجاعة وقرر أن يسألها :
" ماذا ستفعلين يا آنسة فيما...... فيما لو كانت الطفلة فعلا أبنة أختك؟".
قطبت ميراندا حاجبيها وسألته بأستغراب :
" ماذا سأفعل؟ لا أفهم ماذا تعني , يا سيد!".
" أنني أصوغ جملي بكلمات مبهمة , فأعذريني , , ما أعنيه بالتحديد هو.... هل ستعيدينها معك ألى بريطانيا ؟".
" طبعا! وهل هناك من مكان آخر يمكنني أن أخذها أليه؟ ليس لدينا , أنا وأختي الراحلة سوزان , أي شقيقات أو أشقاء , كما أن والدينا توفيا قبل حوالي ثماني سنوات , وعندما حظي بوب زوج أختي بوظيفة جيدة في البرازيل وأنتقلت العائلة ألى هناك , كنت لا أزال طالبة في الجامعة , لم أر أيا منهم منذ أكثر من ستة عشر شهرا ".
" أذن , فقد تجدين ....... صعوبة في رعاية الطفلة!".
أستدارت نحوه بسرعة وقالت بشيء من الحدة :
" وهل أنت حقا مهتم بمصلحتها ألى هذه الدرجة ؟".
" من الطبيعي والمؤكد أن يكون واجب كل أنسان الأهتمام بطفلة مثلها , أنها تحتاج ألى يد قوية تساعدها وتؤمن لها معيشة كريمة ولائقة ! تحتاج ألى طعام جيّد وثياب متوافرة ! أنها بحاجة ألى شخص يكون دائما قريبا , وعلى أستعداد لتقديم النصح والمعونة !".
" وهل تعتقد أنني غير قادرة على توفير ذلك لها؟ هل هذا مل ترمي أليه , يا سيد ؟".
" أنا لم أقل ذلك , يا آنسة , ولكنك شابة في مقتبل العمر , فأين سيكون مكان طفلة صغيرة يتيمة في حياتك؟".
نظرت أليه بعصبية ومرارة قائلة له ببرودة :
" لدي شعور بأنك تريد أبلاغي أمرا ما , يا سيد".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2014 7:48 pm

شعر رافاييل بأن الفرصة سنحت كي يفاتحها برغبة أخيه , ولكنه تروّى قليلا لأن هذه الشابة تختلف أختلافا تاما عما يتصوره خوان , ثم قال :
" شقيقي متعلق كثيرا بالطفلة".
هزت برأسها كأنها تعرف ذلك مسبقا , وقالت :
" هذا ما فهمته أيضا من الكاهن , يجب أن أشكر أخاك على أهتمامه البالغ بها , هل لديه أولاد؟".
" أنه ليس متزوجا , يا آنسة".
أبتسمت ميراندا وقالت له بلهجة شعر معها أنها تستخف به مرة أخرى:
" أذن , فليس لديه أي أولاد , صحيح؟".
أطبق رافاييل شفتيه بحدة ,ثم قال :
" لديه خطيبة , وسيتزوج قريا ".
" أوه! وأنت , يا سيد , هل أنت متزوج ؟ هل لديك أطفال؟".
" كلا".
رفعت حاجبيها بأستغراب وقالت :
" يبدو من نبرتك أن هذا الموضوع غير وارد على الأطلاق".
ثم أبتسمت ومضت ألى القول :
" وأنا أيضا غير متزوجة , ألا أنني كنت أتصور أن الناس في الدول اللاتينية يتزوجون في سن مبكرة".
" لا يمكنك القول أن الجميع يتزوجون باكرا أو حتى أنهم يريدون الزواج على الأطلاق".
لاحظت أنفعاله فقالت له ببرودة أعصاب مزعجة :
" لديك كل الحق في ذلك , أنني أدرك تماما أن العادات والتقاليد لم تعد ترغم جميع الناس على الزواج ".
" لم أكن أعني ذلك أبدا , يا آنسة!".
" حقا؟".

تأملت عنقه وكتفيه العريضين بعض الوقت قبل أن تنظر ألى معصمه وتتفحص بدقة ساعته الذهبية الثمينة , ثم حوّلت نظراتها ألى يديها , تضايق رافاييل من ذلك , فما من أمرأة مكسيكية نظرت أليه بهذه الطريقة من قبل ! أين الأحترام واللياقة ؟ هل أصبحت الفتاة في بلادها تعتبر نفسها مساوية للرجل , بكل ما لتلك الكلمة من معنى ؟ لقد سمع أن هذا هو ما يجري هناك , ولكنه وجد صعوبة فائقة في تصديق ذلك , ووجد نفسه فجأة يتنهد بقوة ويسألها :
" هل لديك يا آنسة , أي نية للزواج في المستقبل القريب؟".
أتسعت عيناها دهشة وأستغرابا وقالت له :
" لا , ليس في المستقبل القريب , ثم ...... لماذا توجّه أليّ مثل هذا السؤال؟".
أرتبك رافاييل لأنه في الأساس لم يكن معتادا على أحاديث شخصية كهذه , ولكنه أستجمع قواه وقال لها :
" لمجرد .... لمجرد السؤال , لا أكثر ".
لماذا لا يفاتحها بالموضوع ويدخل ألى صلبه بدون لف أو دوران ؟ المسألة صعبة للغاية , ولكن لديه مهمة يجب تحقيقها مع كل ما يتطلب ذلك من جرأة وشجاعة وقرر أن يسألها :
" ماذا ستفعلين يا آنسة فيما...... فيما لو كانت الطفلة فعلا أبنة أختك؟".
قطبت ميراندا حاجبيها وسألته بأستغراب :
" ماذا سأفعل؟ لا أفهم ماذا تعني , يا سيد!".
" أنني أصوغ جملي بكلمات مبهمة , فأعذريني , , ما أعنيه بالتحديد هو.... هل ستعيدينها معك ألى بريطانيا ؟".
" طبعا! وهل هناك من مكان آخر يمكنني أن أخذها أليه؟ ليس لدينا , أنا وأختي الراحلة سوزان , أي شقيقات أو أشقاء , كما أن والدينا توفيا قبل حوالي ثماني سنوات , وعندما حظي بوب زوج أختي بوظيفة جيدة في البرازيل وأنتقلت العائلة ألى هناك , كنت لا أزال طالبة في الجامعة , لم أر أيا منهم منذ أكثر من ستة عشر شهرا ".
" أذن , فقد تجدين ....... صعوبة في رعاية الطفلة!".
أستدارت نحوه بسرعة وقالت بشيء من الحدة :
" وهل أنت حقا مهتم بمصلحتها ألى هذه الدرجة ؟".
" من الطبيعي والمؤكد أن يكون واجب كل أنسان الأهتمام بطفلة مثلها , أنها تحتاج ألى يد قوية تساعدها وتؤمن لها معيشة كريمة ولائقة ! تحتاج ألى طعام جيّد وثياب متوافرة ! أنها بحاجة ألى شخص يكون دائما قريبا , وعلى أستعداد لتقديم النصح والمعونة !".
" وهل تعتقد أنني غير قادرة على توفير ذلك لها؟ هل هذا مل ترمي أليه , يا سيد ؟".
" أنا لم أقل ذلك , يا آنسة , ولكنك شابة في مقتبل العمر , فأين سيكون مكان طفلة صغيرة يتيمة في حياتك؟".
نظرت أليه بعصبية ومرارة قائلة له ببرودة :
" لدي شعور بأنك تريد أبلاغي أمرا ما , يا سيد".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2014 7:54 pm

تنهد رافاييل وهو يتمنى للمرة المئة لو أنه رفض القيام بهذه المهمة الصعبة , ولكنه قرر مفاتحة الشابة الأجنبية بصراحة تامة , فقال لها :
" أن شقيقي , يا آنسة , مهتم لدرجة كبيرة بحياة الطفلة ومستقبلها , وهذا أمر طبيعي للغاية , وبخاصة لأنها كانت خلال الأسابيع الماضية .... محور أهتمامه ورعايته".
" ولكنها لا تتذكر من تكون , أليس كذلك؟ كيف تظن أنها ستشعر عندما تعلم أن..... أن والديها قتلا قبل فترة قصيرة؟".
" من المستحيل الأجابة على ذلك أيضا".
" طبعا , ولكن ألا تعتقد أنه من الضروري بالنسبة ألى فتاة مثل لوسي أن تكون مع أنسان تعرفه حق المعرفة ويهتم بها ويرعاها , أكثر من كونها مع أنسان آخر؟".
" ربما كان ذلك صحيحا , يا آنسة ".
" ولكنك لست متأكدا , أليس كذلك؟ أظن بأنني بدأت أعرف السبب لعدم حضور أخيك لمقابلتي , أرادك أن تتحدث بأسمه......... أن تكون محاميه , أذا صح التعبير ولكن , لماذا؟ ماذا تعني لوسي بالنسبة أليه؟".
شاهد رافاييل أضواء مطار بوابلا بأرتياح , لأنه أصبح بأمكانه التحول ألى موضوع آخر , تطلع أليها وقال لها بلهجة تنم عن عدم الرغبة في متابعة مناقشة قضية الطفلة:
" سنتابع رحلتنا بطائرة مروحية , وعندما نصل , تلتقين أخي وتتعرفين على حقيقة نواياه ورغباته".


عندما أرتفعت بهما الطائرة في الجو , أنفرجت أساريره وأستعاد الكثير من سكسينته وراحة باله , فهو يحب الطيران منذ حداثة سنه وقد درّبه والده على قيادة الطائرات المروحية وتلك التي تطير بمحرك واحد حتى أصبح يضاهيه قدرة ومهارة وهو لم يزل في الرابعة عشرة من عمره , وبعد فترة من الوقت , أنتبه ألى أن الفتاة التي تجلس قربه لم تتفوه بكلمة واحدة منذ سماعها جملته القاسية والحازمة , ما ذنبها كي يعاملها ويتحدث أليها بمثل تلك الخشونة التي ليست من طبيعته أو صفاته! ستنتهي مهمته خلال نصف ساعة ولن يعود مسؤولا عنها , فلماذا لا يقول لها الآن ما يخفف عنها قليلا ويريح أعصابها المتوترة؟ أختار كلماته بدقة ثم أبتسم وقال لها :
" لا أحد يا آنسة ينوي أن يأخذ أبنة أختك منك...... هذا أذا كانت الطفلة فعلا هي أبنة أختك ".
أزاحت وجهها عنه وقالت :
" لا أحد يقدر على ذلك".
أزعجه أصرارها وشدّة عزيمتها , من الواضح أنها لا تدرك مدى قوة عائلة كويراس ونفوذها في هذه المنطقة , وألا لما كانت تحدثت أليه بمثل هذه اللهجة وهذا التحدي , علّق على جملتها قائلا بهدوء:
" لو كنت مكانك , يا آنسة , لما أتّخذت هذا الموقف , أنت لست في بريطانيا الآن ".
" هل تتهددني يا سيد؟".
صعد الدم بسرعة ألى رأسه , ولكنه حافظ على رباطة جأشه وقال لها :
" لا , يا آنسة ! أنا لا أهددك , بل أقدم أليك نصيحة أتصور أن عليك أخذها بعين الأعتبار".
" وأنت , يا سيد , ماذا تفعل ؟ هل تعمل لدى شقيقك في أدارة هذه الممتلكات الغنية التي ذكرها لي الأب أستيبان في رسائله المتعددة ؟ وهل مقابلتك لي هي أحدى المهام التي يطلبها منك أخوك؟".
لم يشعر رافاييل بمثل هذا الغضب العارم منذ فترة طويلة , ولكنه تمكن من أجابتها ولو بحدة قائلا :
" لا ! لا يا آنسة , أنا لا أعمل لدى شقيقي وليست لدي أي علاقة بهذه المتلكات والأراضي".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالخميس أغسطس 07, 2014 4:00 am

أصابها ردّه بحيرة ودهشة شديدتين , ولكنه فضّل عدم الخوض في أي تفاصيل تتعلق بوضعه الحالي , من المؤكد أنها ستعرف ذلك قريبا , ولكن ليس منه هو في أي حال , وسمعها تقول له بدهشة , عندما حطّ بالطائرة في المكان المخصص لها الذي يطل على القصر :
" أوه , ولكن...... كنت أعتقد أن لوسي تقيم في مبنى الأرسالية مع الأب أستيبان !".
" هذا صحيح , يا آنسة , ولكن مبنى الأرسالية صغير لا يتسع لأكثر من المقيمين فيه حاليا , ولهذا أصر شقيقي على أستضافتك هنا , بالأضافة ألى ذلك , فليس من المستحسن أيقاظ الطفلة وأرباكها في مثل هذا الوقت المتأخر ".
مد يده عارضا عليها المساعدة للنزول من الطائرة وبعد لحظة من التردد , وضعت يدها النحيلة الباردة في يده القوية الدافئة , كانت تلك المرة الأولى التي يلمسها فيها , ولاحظ من الطريقة التي نظرت بها أليه أنها تشعر بوجوده ألى درجة كبيرة , سحب يده بسرعة وقد سرّه أقتراب الميكانيكي جيراردو سانشيز منهما مهرولا بعض الشيء وملوحا بكلتا يديه , وبعد أن تحادثا قليلا , دخل سانشيز الطائرة وأحضر الحقيبة الزرقاء فيما كان رافاييل يقول لضيفة أخيه :
"هيا بنا , فأفراد العائلة على أحر من الجمر , أخبرني جيراردو أن أخي لم يستلم رسالتي بشأن تأخير طائرتك , ومن المؤكد أنه وأمي أقنعا نفسيهما بأنني تعرضت لحادث سيارة أو طائرة".
أحست بالذنب والمرارة وكأنها هي المسؤولة عما حدث , ولكنها أرتاحت كثيرا عندما لاحظت أبتسامته , وقالت له بعفوية :
" أنك تبدو أفضل بكثير عندما تبتسم".
قطعا المسافة الفاصلة بين مربض الطائرة المروحية وباحة القصر مستخدمين سيارة رافاييل التي كانت بأنتظاره , وما أن شاهدته والدته ينزل من السيارة , حتى هرعت نحوه فاتحة ذراعيها , وهي تقول :
" رافاييل ! أوه , يا رافاييل ! الحمد لله يا ربي , الحمد لك!".

عانقها رافاييل بحنان وتأثر ثم أبعدها عنه بهدوء :
" أمي , أقدم أليك الآنسة لورد ....... الآنسة ميراندا لورد".
أتسعت عيناها دهشة وكأنها أصيبت بصدمة ,ثم سألته بالأنكليزية تأدبا ولياقة :
" الآنسة لورد ؟ خالة الطفلة , القادمة من بريطانيا؟".
" صحيح , يا أمي , آنسة لورد , أقدم أليك والدتي ...... السيدة أيزابيلا كويراس".
مدّت ميراندا يدها نحو السيدة المذهولة التي صافحتها بتهذيب , ولكن ببرودة وجفاف واضحين , وبعد لحظة تمكنت أن تقول لها بأدب لا يجوز الأستغناء عنه :
" هل كانت , رحلتك مريحة , يا آنسة؟".
" ألى حد ما , مع أن الطائرة تأخرت يوما كاملا في جمايكا , أنني آسفة لعدم أستلامك رسالة أبنك بهذا الخصوص , وللقلق الشديد الذي حصل نتيجة ذلك".
نظرت الأم ألى أبنها بسرعة وسألته بلهفة :
" هل هذا صحيح يا رافاييل ؟ هل بعثت لنا برسالة ؟".
" طبعا , وقد أبلغني جيراردو بأنه لم يتم أستلامها هنا , في أي حال , ها نحن وصلنا سالمين , والآن أعذراني , فعليّ الذهاب فورا لأن لدي أعمالا عاجلة يجب الأهتمام بها بدون أبطاء".
حدّقت به ميراندا وسألته غير مصدقة , وسألته :
" هل ستذهب في هذا الوقت المتأخر؟".
" أخشى ذلك , يا آنسة , فكما قلت لك , أنا لا أقيم هنا , سوف تتولى والدتي الأهتمام بك , ومن المؤكد أن أخي سيقابلك خلال فترة قصيرة ".
" ولكن......".
قفز ألى سيارته بسرعة متفاديا نظراتها ورجاء أمه بالبقاء مودعا :
" ألى اللقاء , سأراكما قريبا , أن شاء الله".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالخميس أغسطس 07, 2014 4:05 am

3- ظهور مفاجىء
لم تنم ميرندا من قبل في سرير بمثل هذه الفخامة والضخامة , لا بل لم تكن تعلم بوجود رفاهية كهذه , فقد ولدت ونشأت في بيت عادي بسيط لحين مقتل والديها في حادث سيارة , وبما أنها كانت لا تزال طالبة في سن المراهقة , فقد أضطرت للعيش مع شقيقتها سوزان المتزوجة حديثا .
كانت ميراندا وسوزان مختلفتين تماما من حيث المزايا والصفات والطباع , وتسببت غيرة سوزان من شعبية أختها الصغرى في المدرسة والمجتمع بأحداث قدر كبير من التنافر بينهما , ومع ولادة لوسي , أخذت تخصص معظم وقتها وأنتباهها لأبنتها وتهمل بالتالي نفسها ...... وزوجها , وأدى ذلك مع مضي الوقت ألى تحول أهتمام بوب ألى شقيقة الزوجة , لم تشجعه ميراندا على هذا التحول , ألا أن طبيعتها المرحة وشخصيتها المحببة جعلتاه يتودد أليها وهي جاهلة تماما نواياه السيئة , وكان لحسن حظها أنها أكتشفت حقيقة أهدافه في الوقت الذي كانت تستعد فيه للأنتقال من المدرسة الأعدادية ألى الكلية ...... بعيدا عن شقيقتها وصهرها , وعلى رغم تلك المارسات غير الطبيعية وعلاقتها المتشنجة معهما , فقد أصيبت بصدمة قوية عندما علمت بأنهما فقدا وربما قتلا.
تثاءبت وحرّكت قدميها بتكاسل تحت الغطاء الحريري الثمين , فيما كانت تلك الأفكار والذكريات المزعجة تمنعها من النوم , وأبتسمت عندما تذكرت أحدى الخادمات وهي تنادي صاحب البيت دون خوان , أي السيد خوان , لم تتوق أبدا أن تلتقي شخصيا ب ( دون ) خوان حقيقي , مع أن الذي ألتقته قبل ساعات قليلة لا يشبه من قريب أو بعيد العاشق المغامر الفذ الذي تحدثت عنه الأساطير , وقالت لنفسها أن شقيقه رافاييل يجسد ألى درجة الكبيرة ذلك البطل الأسطوري.


ضربت ميراندا بعصبية على وسادتها وسألت نفسها بحدة وتململ عن سبب تحوّل أفكارها بأستمرار ألى ذلك الرجل! كان قاسيا وجافا معها , بل أنه حتى لم يستخدم معها أسلوب المجاملة المتعارف عليه ! تصرّف معها كأن مجيئها لأخذ أبنة شقيقتها الراحلة جريمة لا تغتفر ! ومع ذلك , فالشاب جذاب للغاية وكان أول رجل يعاملها بمثل تلك اللامبالاة , وعلى الرغم من أن خوان تصرف معها بطريقة مختلفة تماما , فأنها لم تشعر أتجاهه بجزء مما تحس به بالنسبة ألى رافاييل ,لا بل أنها لا تشعر نحوه بأي شيء على الأطلاق.
بعد ذهاب رافاييل , رافقتها السيدة أيزابيلا ألى الداخل , وبدا واضحا لميراندا أن سيدة القصر , كأبنها البكر , لا تحبّذ كثيرا قدوم الزائرة البريطانية ألى غواداليما , ألا أنها كانت بلا شك أكثر تهذيبا وتأدبا معها , كما أثبتت أنها مضيفة رائعة , فبمجرد دخولهما , قالت لها :
" أنك بالتأكيد متعبة جدا من رحلتك الطويلة المرهقة , وأنا أقترح تأجيل الأحاديث المتعلقة بالطفلة حتى الصبا , سوف أرشدك ألى غرفتك المعدة سلفا وأبعث لك بطعام العشاء ".
شكرتها ميراندا بتهذيب مماثل وبدون تردد لأنها فعلا كانت متعبة وبحاجة ألى الراحة , وتصورت أن السيدة أيزابيلا , مثل رافاييل , كانت تتوقع وصول سيدة أكبر سنا وأنها تحتاج لبعض الوقت كي تتأقلم مع الواقع الجديد , وفي تلك اللحظة , فتح باب عريض ألى يسارها ودخل منه رجل لا بد أنه خوان كويراس , لاحظت ميراندا على الفور الشبه بينه وبين أخيه , مع أنه أضخم جثة وأقصر قامة ,وسمعته يسأل أمه بأستغراب :
" ما هذا ؟ أين رافاييل؟".
ثم علت وجهه أبتسامة عريضة وعاد يسأل والدته ثانية , ولكن هذه المرة بالأنكليزية بدلا من الأسبانية :
" هل رافاييل هنا , يا أمي؟".
" أتى وذهب على الفور , تأخرت طائرة الآنسة ......... الآنسة لورد في جمايكا يوما كاملا , ولذا لم يتمكن من العودة أمس".
ثم عضت على شفتها السفلى وقالت لميراندا , مشيرة ألى الباب الواقف قربهما :
" أعرّفك بأبني , يا آنسة , السيد خوان كويراس ".
ردّت ميراندا على أبتسامة خوان بالمثل قائلة :
" أنني مسرورة بالتعرف أليك , وأود أن أعرب لك عن أمتناني لحسن ضيافتك ".
تأملها خوان بدقة متناهية ثم هز رأسه وسألها باسما :
" هل أنت خالة الطفلة؟ لا يمكن , فأنت نفسك لست أكثر من مجرد طفلة كبيرة!".
كانت كلماته مماثلة لتلك التي أستخدمها شقيقه , ولكن لهجته ونيته كانتا مختلفتين ألى حد كبير , وسرّها أن تجد شخصا واحدا على الأقل في هذه العائلة لا يعترض على وجودها في غواداليما , مع أنه هو الذي لا يريد التخلي عن الطفلة , وبدت الوالدة أقل حماسا لمتابعة الحديث , أذ قالت :
" كنت أقترح لتوي على الآنسة لورد أن تذهب ألى غرفتها لأنها متعبة جدا , وبالتالي فأن جميع الأحاديث المتعلقة بسبب وجودها هنا يمكن تأجيلها حتى الصباح ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالخميس أغسطس 07, 2014 4:08 am

نظر خوان ألى ميراندا وسألها بجدية :
" وهل هذه هي رغبتك أيضا , يا آنسة لورد؟".
أرتبكت ميراندا لأن الشاب وأمه وضعاها في موقف لا تحسد عليه , ولكنها حسمت ترددها بالقول :
" أنني........ أنني حقا متعبة , أذ لم أنم جيدا أثناء الأنتظار في جمايكا ".
بدا الأرتياح على وجه الوالدة التي سارعت ألى القول :
" حسنا سترافقك جيزابيل , مدبرة المنزل هنا , ألى غرفتك للسهر على راحتك وتقديم كل ما تحتاجين أليه ".
" أشكرك جدا على أهتمامك ورعايتك , يا سيدتي ".
وما أن ذهبت الأم لأعطاء التعليمات الضرورية , حتى بادرها الأبن بالسؤال :
" أخبريني , يا آنسة لورد , هل أبلغك شقيقي ... عن مدى....... مدى أهتمامي بالصغيرة ؟ لوسي , أليس كذلك؟".
بدا الأرتياح على وجه ميراندا وأجابته قائلة :
" طبعا , وأنا أشكرك على كل ما قمت به أتجاهها , ذكر لي الأب أستيبان في أكثر من رسالة أنك كنت تزورها بأستمرار , وتأتي بها لزيارتكم مرات عديدة ".
" أننا ......... أننا صديقان , أليس كذلك ؟".
" أنا متأكدة من أن أهتمامك بها خفف كثيرا من آلامها وهوّن عليها مصابها , ومما لا شك فيه أنها كانت تفرح جدا بوجودها في المنزل التاريخي الرائع ".
دخلت السيدة أيزابيلا وهي تقول لأمرأة هندية مسنّة كانت ترافقها :
" أرشدي الآنسة لورد ألى غرفتها وقدّمي لها أشهى ما لديك من المأكولات".
" على الفور يا سيدتي , تفضلي , يا آنسة".
شكرت ميراندا السيدة أيزابيلا وأبنها وتمنت لهما ليلة سعيدة , ثم تبعت جيزابيل ألى الغرفة فيما أحد الخدم يحمل لها حقيبتها الزرقاء القديمة.
تنهدت وتقلّبت في سريرها متأففة متبرمة , وهي تعلم أنها أن لم تنم قريبا فسوف يصعب عليها كثيرا الخروج من الفراش صباح اليوم التالي , ولكن كل شيء مختلف عما هي معتادة عليه , بما في ذلك الهدوء المخيّم بصورة تامة تقريبا بعكس الضجيج الذي أعتادت عليه في شقتها الصغيرة بحي تشلسي , وتذكرت بشدّة أعتراض مديرها على ذهابها ألى المكسيك وأقتراحه الطلب من السلطات المسؤولة أرسال الطفلة ألى بريطانيا للتعرف عليها , أنه أنسان بارد وقاسي القلب , ومما لا شك فيه أنه لم لم يغفر لها بعد رفضه الزواج منه على الرغم من جميع مزاياه , فهو شاب وسيم وذكي وذو طموح لا يضاهى وكانت جميع الفتيات في المكتب يحسدنها على كونها سكرتيرته الخاصة .


وفجأة تذكرت حديثها مع رافاييل في طريقهما ألى مطار بوابلا والأجوبة السلبية الحازمة التي رد بها على سؤالها المتعلق بالزواج , وتساءلت عن سبب ذلك الأصرار والعناد , هل خذلته أحدى النساء في الماضي , أم أنه مجرد أنسان يكره النساء ولا يطيق أقترابهن منه؟ السؤال الأول غير محتمل , وكذلك الثاني! فهو يبدو رجلا بكل ما في الكلمة من معنى , وبالتالي فليس من المحتمل أنه من الأشخاص الذين يكرهون الجنس الآخر , ومع ذلك فأنه لم يعرها أي أهتمام! وتململت في سريرها عندما تذكرت مدى البرودة في معاملته لها , وضعت وسادتها تحت رأسها وعزمت على النوم , غدا , وليس اليوم , ستفكر بأمور الغد.......
أستيقظت على صوت أنسان يفتح الستائر والنوافذ , غطّت نفسها بسرعة وفتحت عينيها بتأن لتجد أمامها صبية هندية جميلة تبتسم لها وتحييها بالأسبانية الممزوجة بأحدى اللهجات المحلية , ردّت ميراندا على التحية بالمثل وجلست في السرير , فيما كانت الخادمة تحضر لها طبقا عليه أبريق من القهوة الطازجة وفطور الصباح , نظرت ألى ساعة يدها فتبين لها أنها نامت لساعات عدة أذ كان العقربان يشيران ألى ما بعد التاسعة بقليل , شربت قهوتها وقامت من السرير لتفتح الباب المزدوج الذي يؤدي ألى شرفة تطل على الوادي الأخضر , نظرت بأرتياح ألى الأزهار الرائعة الجمال وتأملت النهر الذي يشق طريقه بين الصخور والحجارة في أسفل الوادي , تنشقت الهواء العليل الذي كان يهب بهدوء وسكينة , وراحت تتطلع بعيدا علها تشاهد مبنى الأرسالية حيث تقيم لوسي , هل أخبرها أحد يا ترى بوصول خالتها ؟ ولكن ........ أليس من المعقول أيضا ألا تكون هذه الفتاة أبنة شقيقتها ؟ لا , يجبأن تكون ! وأذا كانت لوسي حية ترزق , فثمة أحتمال بأن والديها لا يزالان على قيد الحياة!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالخميس أغسطس 07, 2014 4:10 am

وهمّت بالخروج ألى الشرفة ألا أنها أمتنعت عن ذلك في اللحظة الأخيرة , وقالت لنفسها باسمة أن من المؤكد أن السيدة أيزابيلا لن يعجبها خروج ضيفتها نصف العارية ألى مكان يراها منه خدمها....وأبنها العازب! عادت ألى الغرفة ومنها ألى الحمام الداخلي حيث وقفت بضع دائق تحت شلال قوي وبارد من المياه المنعشة , وما أن أنتهت من أرتداء ثيابها حتى سمعت الباب يطرق بنعومة , أستدارت بدهشة واضحة وقالت :
"نعم!".
دخلت مدبرة المنزل المسنّة وقالت لها بتهذيب وأحترام :
" أسعدت صباحا يا آنستي , أبلغتني أيناز أنك بحاجة ألى شيء ما".
أبتسمت ميراندا وهي تجيبها قائلة :
" أنك بالتأكيد تعنين الفتاة التي أحضرت لي الفطور!لا , لا , لم أطلب منها شيئا , كل ما في الأمر أنني سألتها عما أذا كانت تتحدث الأسبانية , التي لا أفهمها".
" أنها فتاة أمية".
أرتبكت ميراندا وحاولت تغيير الموضوع قائلة :
" شكرا على الفطور الرائع".
" هذا من واجبنا , يا آنسة ".
" من المؤكد أن السيد خوان ينتظرني على مضض!".
" ينتظرك يا آنسة؟".
" نعم , كي يأخذني للقاء أبنة........للقاء الطفلة".
" أوه , أوه! لا يا أنسة , فالسيد خوان يتناول طعام الفطور في الحديقة".
شكرتها ميراندا وبدأت تجمع ثيابها التي تبعثرت على الأرض عندما فتحت حقيبتها في الليلة السابقة , تنحنحت جيزابيل وسألتها بأدب:
" هل تسمحين لي يا آنسة بترتيب حاجياتك؟".


نظرت أليها ميراندا بأستغراب قائلة :
" لا , لماذا؟ يمكنني أنا القيام بذلك".
" لا تزعجي نفسك , يا آنسة , أنا سأهتم بهذه الأمور ".
" هذا لطف منك يا جيزابيل , ولكن......".
" أنه من صلب مهامي وواجباتي يا آنسة".
قررت ميراندا عدم الأسترسال في المجادلة , وبخاصة لأنها متشوقة جدا لرؤية أبنة شقيقتها , وراحت تتخيل الأرتياح الذي سيبدو على وجه الطفلة عندما ستشاهد خالتها الحبيبة وتتذكر الأيام الحلوة التي أمضتها معها , تركت جيزابيل تهتم بالغرفة وتوجهت ألى القاعة الرئيسية , وفجأة , شاهدت أمامها صبية سمراء جذابة تحمل ملامح عائلة كويراس المميزة , وعندما لاحظت أن الفتاة المكسيكية لن تستهل الحديث , بادرت ميراندا ألى القول :
" صباح الخير , أنا ميراندا لورد , وأنت بالتأكيد قريبة السيد خوان , هل بأمكانك أرشادي ألى مكان وجوده الآن ".
ردّت الفتاة بشيء من الغطرسة قائلة :
" أنا كارلا كويراس وخوان شقيقي , ثم ....... أنني أعرف من أنت".
تضايقت ميراندا من الجملة الثانية , التي قيلت بشيء من الأحتقار , وشعرت بأن عليها توجيه كلمات بالقسوة ذاتها , ولكنها أكتفت بالقول :
" قيل لي أنه يتناول فطوره في الحديقة , وأنا أود ملاقاته".
دلتها كارلا بقلة أكتراث , فشكرتها ميراندا بكلمة واحدة وتوجهت نحو الحديقة وهي تشعر بشيء من العصبية والأنزعاج ,وسألت نفسها عما أذا كان للشقيقين اللذين ألتقتهما أمس أي شقيقات أو أشقاء غير هذه الفتاة المتغطرسة ! ولاحظت بأنقباض أن خوان هو الشخص الوحيد الذي تحدّث أليها بأرتياح وتودد منذ وصولها ألى المكسيك , وصلت ألى الباب المؤدي ألى الحديقة فرأت خوان يجلس ألى طاولة زجاجية كبيرة , يدخن غليونه ويشرب القهوة , وما أن أحس بوصولها , حتى هبّ واقفا وأستقبلها بحرارة صادقة قائلا:
" آنسة لورد! كنت أفكر بك لتوي , تفضلي بالجلوس , هل تريدين فنجانا من القهوة ؟".
" لا , شكرا لك يا سيد .... أعني , يا سيد خوان ! جئت لمقابلتك , كي... كي أستفسر منك عن كيفية الذهاب ألى الأرسالية ".
" ولكن يا آنستي , أنا سأوصلك بنفسي".
برقت عيناها أرتياحا وسألته بلهفة :
" حقا ؟ وهل هي بعيدة من هنا؟".
" بعيدة ؟ لا يا آنسة , أنها في الجزء الآخر من الوادي".
" أوه , عظيم!".
" هل نمت جيدا يا آنسة؟".
" بأرتياح تام , شكرا".
ثم نظرت حولها وقالت له بأعجاب:
" أنه مكان جميل للغاية ".
" هذه المنطقة هي ملك لعائلة كويراس منذ ....... منذ........".
أكمل جملته بالأسبانية وسألها بحياء كيف تترجم ذلك ألى الأنكليزية , أبتسمت وقالت بهدوء :
" منذ أجيال عديدة".
" نعم , منذ أجيال عديدة , آسف , لأن لغتي الأنكليزية ليست جيدة".
ضحكت ميراندا وقالت :
" أنها أفضل بمئة مرة من لغتي الأسبانية ".
أبتسم خوان بأرتياح وقال :
" ولكن رافاييل , أخي , يتحدث الأنكليزية بطلاقة ..... أليس كذلك؟".
أنتظر جوابها ولكنها أمتفت بهز رأسها علامة الموافقة بدون تعليق, لم تشأ التفكير برافاييل كويراس , فهو مسؤول عن أنقباضها وتململها في الليلى السابقة , وقررت خلال الصباح محو صورته من مخيلتها , ألا أن مجرد ذكر أسمه أعاد زرع صوته بقوة مزعجة , وسرّت كثيرا عندما حوّل تفكيرها بتوجيه سؤال كانت معظم كلماته بالأسبانية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالخميس أغسطس 07, 2014 4:13 am

" هل تعني أنني أحب تعلّم اللغة الأسبانية؟".
صفق لها بأعجاب وقال :
" عظيمّ !عظيم ! أنها ليست لغة صعبة أو معقدة وسوف يساعدك رافاييل كثيرا , أذا سمح له وقته بذلك".
" أوه , ولكن ذلك ليس ضروريا ,أعني.... أعني أنه لا يمكنني أزعاج شقيقك بمثل هذه الأمور البسيطة".
" ماذا تقولين ؟ أنه يمضي معظم وقته بعيدا عنا وهذه هي فرصة طيبة كي نجعله يمضي المزيد من الوقت معنا , سوف أتحدث أليه بهذا الصدد".
" أوه , لا , أرجوك......".
قاطعها خوان مبتسما وهو يوجه أليها سؤالا بالأسبانية , منتظرا منها أن تفهم معظمه أو على الأقل بعضه , ألا أن معلوماتها كانت ضعيفة جدا فظلّت تحدّق به وتنتظر منه أيضاحا أو تفسيرا , ألى أن سمعت صوتا ناعما يقول لها :
" يسألك شقيقي , يا آنسة , عما أذا كنت متشوقة لرؤية الطفلة".
أستدارت ميراندا بدهشة لتشاهد الصبية التي تحدثت معها قبل قليل , يبدو أنها أستبدلت ثيابها كما أنها تحدثت معها بلهجة تقل عنفا وقسوة عن السابق , يا لهذا التحول المفاجىء! أبتسمت لها ميراندا وشكرتها بأمتنان على مساعدتها , فيما كان خوان يقوم من كرسيه ويقول :
" آسف , يا آنسة , كنت شارد الذهن! ولو لم تنقذني شقيقتي المترجمة البارعة لكنت أوقعت نفسي بورطة لغوية ".
ثم نظر ألى أخته وقال لها :
" كونستانسيا , تعالي أعرفك على ضيفتنا الجميلة ".
كونستانسيا ؟ ماذا يقول خوان ؟ أليس أسمها كارلا؟
" كيف حالك , يا آنسة لورد ؟".
صافحت ميراندا اليد الممدودة أليها وهي تقول بدهشة وأستغراب:
" ولكن...... ولكن ألم نلتق قبل قليل ؟ في القاعة؟".
قطبت الفتاة حاجبيها وهزت برأسها نفيا ,ثم أنفرجت أساريرها وقالت :
" لا شك أنك ألتقيت شقيقتي كارلا , يبدو أنها أنتهت من ركوب الخيل لهذا الصباح".


أبتسمت ميراندا بحياء قائلة :
" آسفة لهذا الأشكال ! أنكما تشبهان بعضكما ألى درجة مذهلة!".
" أنني أكبرها بخمس عشرة دقيقة فقط".
قالت ميراندا لنفسها أنه كان عليها معرفة ذلك , فمع أن هذه الفتاة تشبه رافاييل كثيرا من حيث الجاذبية والوسامة , ألا أن شخصيتها ومظهرها الخارجي هما أكثر نعومة ورقة , هذا , في حين أن كارلا تشبهه أكثر من حيث التصرف ومعاملة الآخرين , وقطع عليها خوان حبل تفكيرها عندما سمعته يقول لشقيقته:
" أننا ذاهبان ألى الأرسالية , يا كونستانسيا , فلماذا لا تأتين معنا ؟ سيكون وجودك ........ مفيدا لنا".
ترددت كونستانسيا وقالت بتهذيب :
" سيسرني ذلك , أذا لم يكن للآنسة لورد أي أعتراض على هذا الأقتراح ".
" أرجوك أن ترافقينا , لوسي , أو بالأحرى الطفلة الموجودة هناك , تعرفك ,وحتى لو كانت أبنة شقيقتي , فأنها قد لا تعرفني بسبب فقدانها الذاكرة".
" حسنا , أمهلاني خمس دقائق".
توجهوا ألى الأرسالية بسيارة خوان الزرقاء المكشوفة التي كان يقودها بنفسه , مع أنه أقر لميراندا بأنه لا يحب كثيرا قيادة السيارات ويفضل عادة الجلوس قرب سائقه المتمرس , وفي الطريق ,كانت كونستانسيا تشرح لضيفة العائلة بصبر وأناة عن الأزهار البرية الجميلة التي كانت تثير أعجاب الزائرة البريطانية , وشاهدت ميراندا عددا كبيرا من الأكواخ التي يسكنها العمال , بالأضافة ألى مخزن ومرآب وعيادة طبيب , وظنت في وقت ما أنها شاهدت سيارة رافاييل أمام أحد المباني , ولكنها لم تتأكد من ذلك , ومع أنها لاحظت أفتقار تلك الأكواخ ألى الكهرباء وقساطل المياه , ألا أنها أمتنعت عن التعليق مخافة أغضاب خوان وخسارة صداقته , وما أن غابت الأكواخ عن ناظرها وبدأت السيارة تتجه صعودا , حتى أشارت كونستانسيا ألى دير صغير أبيض قائلة :
" هناك! ذاك هو المكان الذي تقيم فيه الصغيرة , أنه الدير الذي ينطلق منه الأسقفان استيبان ودومنيكو لمساعدة أبناء هذا الوادي".
" أسقفان فقط؟".
هزت كونستانسيا رأسها وردت على أستغراب ميراندا بالقول :
" من المؤسف جدا أن معظم الأساقفة الذين كانوا يعيشون هنا توفوا ولم يبق من الرعيل الأول سوى الأب أستيبان , تغيرت الأيام ولم تعد المنطقة كما كانت , أخذت الآلة تحل محل الأنسان و........".
قاطعها خوان وهو يكمل جملتها بشيء من الحدة قائلا :
" وأخذ رافاييل يرسل الشبان ألى المدينة !".
" يقول لهم أن الأوضاع المعيشية هناك أفضل من هنا , كما أن دخلهم في مصانع المدن أكثر بكثير مما تعطيهم أنت , يا خوان ".
" هراء ! فالوادي أرضهم وموطنهم".
" أنهم لا يشاركونك هذا التعلق بالأرض , يا عزيزي , لا تلمهم أن هم حاولوا السعي وراء حياة أرغد ووضع معيشي أفضل ".
" أنا لا ألومهم , يا حبيبتي , ولكن رافاييل هو الذي يجعلهم متذمرين وغير قانعين !".


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالخميس أغسطس 07, 2014 4:15 am

أبتسمت كونستانسيا وهي تنظر ألى ميراندا وتقول لها :
" كما ترين , فلكل من الشقيقين العزيزين وجهة نظر مختلفة بالنسبة ألى الناس , كل منهما محق بعض الشيء في رأيه , فخوان مثلا يصر على أن الأنسان لا يمكن أن يفتقد الأشياء التي لا يملكها أو لا يعرفها , في أن أن رافاييل يفكر ....... يفكر كطبيب , فهو لا يرى ألا المرض والحرمان , أنه لا يعبأ أبدا بأنجازات آبائنا وأجدادنا الذين زرعوا هذه البراري وأعتنوا بها حتى أصبحت على ما هي عليه الآن ..... واحة من الخصب والمدنية , أنه يعتبر أن هذه الأنجازات ما هي ألا أقطاعية بغيضة متوازنة منذ مئات السنين ومبنية على أستغلال السكان الأصلين من الهنود".
تدخّل خوان بحدة وعصبية قائلا :
" أنه أنسان لا يبالي بالتراث والتقاليد والأرض ".
" لا يا خوان! أنه أنسان ذو مثل عليا يعيش بموجبها ولا يتخلى عنها".
" هذا كلام منمق لا يعني شيئا ".
" لا , يا أخي! أنه يعني أن رافاييل يعتقد أعتقادا راسخا بأن الأنسان أهم من الأرض والممتلكات , وهو لا يعترف بنمط حياتنا الذي يعتمد المادة فوق كل شيء آخر ".
قال خوان جملة غاضبة بالأسبانية ثم سأل شقيقته بلغة الضيفة :
" وأنت , يا عزيزتي , هل تؤمنين بهذه المثل العليا؟".
خرجت كونستانسيا من السيارة الفخمة وهي تجيبه بهدوء قائلة :
" لم أقل أنني أوافقه الرأي , فأنا كسولة وأتمتع جدا بهذه البحبوحة المادية المتاحة لدي بدون أي جهد أو عناء , بحيث يصعب عليّ مشاطرته معتقداته ألى درجة الموافقة التامة , ومع ذلك , فأن أقتناعه بهذه المثل وقدرته على تطبيقها يثيران في نفسي الأحترام والتقدير .... والأعجاب".

كانت ميراندا تصغي بأنتباه لحديثهما بدون أن تحاول التدخل أو حتى التعليق بشيء , ماذا كانت الفتاة تعني عندما قالت أن رافاييل يفكر كطبيب ؟ هل هو حقا طبيب؟ أرادت أن تسأل , ولكن أقترابهم من الدير وأحتمال مشاهدة لوسي طردا جميع الأفكار الأخرى من رأسها كانت متشوقة جدا لرؤية لوسي ,ورفضت بالتالي الأعتراف بالخوف الذي أعتراها من أحتمال ألا تكون تلك الطفلة فعلا أبنة شقيقتها , وأحست ميراندا رغما عنها بجو من الحزن والكآبة يسيطر عليها , وما هي ألا لحظات , حتى خرج رجل وطفلة ووقفا أمامهم , أنها هي! أنها لوسي التي لم ترها منذ ثمانية عشر شهرا ! هذه هي حركاتها السريعة والعصبية ألى حد ما , التي ورثتها بالتأكيد عن والدتها! رباه , أنها أبنة أختي! ولكنه بدا أن لوسي لم تعرف ميراندا , أذ أنها حيّتها وكومستانسيا بأبتسامة مجاملة وهرعت نحو خوان فاتحة ذراعيها ورامية بنفسها عليه , وقالت له بحماس ظاهر , فيما كانت تعانقه بحرارة:
" عمي خوان , عمي خوان! أخبرني الأب استيبان أنك ستأتي , هل ستبقى ؟ هل ستأخذني معك ألى البيت؟ ستأخذني , أليس كذلك ؟".
" أهدأي يا صغيرتي!".
قالها بالأسبانية وبلهجة آمرة , ولكنه كان يبتسم بزهو وأنتصار , أليس هذا اللقاء المؤثر أستعراضا مجانيا للضيفة الكريمة كي تشاهد بنفسها مدى تعلّق الطفلة به؟ عادت الطفلة ألى السؤال , فرد عليها بهدوء وحنان :
" سوف نرى , يا عزيزتي , سوف نرى!".
" ولكنك وعدتني! قلت لي.......".
" لحظة واحدة يا حبيبتي ! أحضرت معي شخصا لمقابلتك ........".
" عمتي كونستانسيا ؟ أعرف....".
" لا يا عزيزتي , ليس فقط العمة كونستانسيا , أنظري ......هناك ! هل تعرفينها ؟ السيدة التي تقف قرب كونستانسيا ؟".
أحسّت ميراندا بأن الدماء جمدت في عروقها وبأن دقات قلبها تسمع في كافة أرجاء الدير والوادي , وبعد أن تأملتها لوسي لبعض الوقت, سألت خوان وقد نفذ صبرها :
" ربما , ربما".
تدخلت ميراندا على افور قائلة للطفلة وهي تقترب منها على مهل :
" طبعا يجب أن تعرفيني , يا لوسي! ألا تتذكرينني؟".
لم تترك الطفلة جانب خوان والأسوأ من ذلك أنها لم تظهر أي أهتمام أو أنفعال بكلام هذه السيدة .... الغريبة , بل سألتها بشيء من الحدة :
" لماذا تطلقين عليّ مثل هذا الأسم ؟ لوسي! هذا ليس أسمي! لا أحد يعرف أسمي!".
أصرت ميراندا بهدوء وروية على الأستمرار بمحاولتها شبه اليائسة , قائلة :
" أنا أعرف أسمك , يا لوسي , أنه لوسي كارمايكل".
نظرت الطفلة بهلع وذهول نحو الأنسان الذي يهتم بها ويرعاها وهي تردد :
" لا......لا , أنه ليس........".
وضع خوان يديه على كتفي الطفلة مطمئنا ومواسيا , فيما كان يقاطعها قائلا لميراندا :
" أعتقد أن عليك عدم أخافتها على هذا الشكل , يا آنسة لورد , ربما كان من الأفضل أن تتبعي أسلوبا آخر في...".
توقف خوان عن أتمام جملته عندما دخل رجل طويل اقامة ساحة الدير بصورة مفاجئة وسأل شقيقه بلهجة قاسية :
" ما بك , يا خوان , هل أنت خائف من أن تستعيد الطفلة ذاكرتها ؟".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالخميس أغسطس 07, 2014 4:17 am

4- ضيفة القصر
عادت ميراندا ألى القصر مع رافاييل , لم تكن تريد ذلك , وكانت تعلم أن رافاييل لم يكن أيضا راغبا بذلك , ولكن خوان أصر على هذا الأمر , قائلا: أنه بحاجة لبعض الوقت كي يتحدث ألى الطفلة على أنفراد ويشرح لها حقيقة الوضع بهدوء وروية.
لم تقتنع ميراندا بكلام خوان , أنها وحدها المؤهلة للحدث مع لوسي في هذا الشأن , ولتحاول أن تشرح لها بعض الظروف التي أدّت ألى وجودها هنا , ولكن خوان أصر على موقفه بدون المجازفة بحصول خلاف حاد مع شقيقه , وكان واضحا أن لوسي تصدّق خوان ألى أبعد الحدود , ومتعلقة به كما يتعلق الغريق بأي شيء يجده طافيا على سطح الماء ومع أنه كان بأمكانها تفهم ذلك , ألا أنها لم تفهم مثابرة خوان على تقوية تلك الروابط , وكان واضحا هو الوحيد القادر على الحد من سيطرته على الطفلة , وأنه الوحيد الذي يتمكن من تسيير رغباتها بدون حصول ردّات فعل هستيرية وأليمة , وبدا لميراندا أن خوان لم يكن بأي حال من الأحوال على عجلة من أمره للتخلي عن تلك السيطرة!
أما الأب أستيبان فكان له موقف مختلف , فهدفه الوحيد هو سعادة الطفلة ورفاهيتها , أعرب لميراندا عن تفهمه لحقيقة مشاعرها ,ولكنه حثّها على أن تتحلّى بالصبر وعلى ألا تتوقع أنجاز الكثير في وقت قصير , لوسي طفلة في الثامنة من عمرها , ومن الطبيعي أنها كانت بحاجة لمن يساعدها ويرعاها بعد تلك المحنة الصعبة التي تعرضت لها , ألا أن الطبيعة سوف تأخذ مجراها في الوقت المناسب وستعود أليها ذاكرتها عاجلا أم آجلا , وأقترح الكاهن الجليل منح الطفلة بعض الوقت , خوفا من أن يؤدي التسرع ألى حدوث رد فعل سلبي يندم عليه الجميع.
ولكن..... كم ستطول فترة الأنتظار ؟ متى ستتذكر الطفلة هويتها الحقيقية , وأن والديها قتلا بحادث طائرة؟ مضت على الحادثة حتى الآن أربعة أشهر , فكم من شهر آخر سينقضي قبل أن تتذكر؟ وهل من المتوقع أن تظل هي في المكسيك طوال فترة الأنتظار المطلوبة ؟ لا ! لا يمكن ! فبالأضافة ألى أن مديرها منحها أجازة بدون راتب لمدة أسبوعين فقط , فهي غير قادرة على قبول ضيافة آل كويراس ألى ما لا نهاية! كما أن وضعها المادي لا يسمح لها بالبقاء في أحد الفنادق البسيطة لأكثر من عشرة أيام! وتنهدت رغما عنها , ولكن ذلك أسترعى أنتباه رفيقها الذي قال لها :
" ماذا في الأمر , يا آنسة ؟ أليس الوضع مستقيما كما كنت تتصورين ؟".
" أنت تعرف أنه ليس كذلك ! المشكلة أنني لا أعلم ما هو متوقع مني !".
" ماذا تعنين؟".
تنهدت ميراندا مرة أخرى وسألت رافاييل :
" ماذا سيحدث أذا ظلّت لوسي على هذا الحال ولم تتذكرني؟".
" أذن أنت متأكدة من أنها لوسي ؟".
" أوه , طبعا , أنها لوسي , ولكن....... ولكن شقيقك لا يسهل الأمور كثيرا".
" وهل كنت تتوقعين عكس ذلك؟".
" لا أعرف , لا أعرف ماذا كنت أتوقع , أعتقد أن أحتمال تعلّقه بالطفلة ألى هذه الدرجة لم يخطر ببالي , هذا ما كنت تحاول قوله لي في طريقنا ألى غواداليما , أليس كذلك؟".
" من بين أمور أخرى , ويجب أيضا أن تعلمي أن أخي سعيد جدا بأخلاص الطفلة له وتعلقها به , وهذا الأمر جديد بالنسبة أليه , ولكنها مرحلة سوف تمر".
" وماذا سأفعل أنا طوال هذه الفترة؟ من المؤكد أنه ليس بأمكاني البقاء هنا ألى أن تستعيد لوسي ذاكرتها!".
" لم لا؟".


دهشت ميراندا ألى حد بعيد وأجابته بأستغراب شديد :
" لم لا يا سيد , أنا أنسانة أعمل في أحدى الشركات وقد منحني المدير أجازة أسبوعين كي أنهي جميع المشاكل المتعلقة بأبنة أختي , وسوف أحتاج أل جزء من هذه الفترة لأعداد بعض الترتيبات الضرورية لدى عودتنا ألى لندن".
هزّ رافاييل رأسه قائلا:
"هذه ليست تقديرات ! أنها الحد الأقصى! جورج.... أعني السيد هولام مديري في العمل , شخص يتطلب الدقة المتناهية ".
نظر أليها رافاييل وقال بلهجة ساخرة :
" تتحدثين عنه بلهجة لا يستخدمها عادة العمال والموظفون".
" أنت مخطىء , يا سيد , فالناس في بلادي ليسوا......... ليسوا رسميين كما تتصور , في أي حال , فأن هذا الأمر لا يتعلق بموضوعنا ".
صمتت لحظة ثم عادت ألى متابعة حديثها قائلة :
" لا يمكنني البقاء هنا أكثر من عشرة أيام حتى لو أردت ذلك ".
" لم لا؟".
أزاحت وجهها بعيدا وقالت له بتأفف واضح:
" أذا كان لا بد لك أن تعلم , فالسبب الوحيد هو أن أمكانياتي المادية لا تسمح لي بذلك ".
عبس رافاييل وأجابها على الفور :
" ولكن أقامتك في مقر العائلة لا تكلّفك شيئا !".
" ربما لا , ولكنني غير قادرة على البقاء هناك ألى أجل غير مسمى!".
" أعذريني على تكرار السؤال , لم لا؟ من الواضح أنك تعقدين أمورا تبدو لي طبيعية وبسيطة للغاية".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالخميس أغسطس 07, 2014 4:21 am

شهقت ميراندا أستغرابا وقالت :
" يسهل عليك أنت التحدث هكذا , ولكن شقيقك قد لا ينظر ألى الأمور بهذا المنظار !".
" قد لا ينظر ألى اي أمور , بأي منظار؟".
" ألى أقامتي في القصر , ألم تخبرني أنت أن لا علاقة لك به وبالممتلكات حوله؟ أليس هو صاحب القصر وسيده؟".
" أوه ! أسميا , نعم".
" أسميا؟".
" أنها مسألة معقدة , يا آنسة , يكفي أن أقول لك أنني أذا رغبت أنا في أقامتك هناك , فأن أخي لن يعترض".
هزت ميراندا رأسها وقالت :
"يجب أن أعود".
" مع أبنة شقيقتك ..... أو حتى بدونها؟".
تأثرت من تلك الملاحظة وسألته بهدوء حزين :
" هل تعتقد أن شقيقك سيبقيها هنا؟".
" توحي لهجتك بأنه سيبقيها رغم أرادتها , ولكن الأمر قد لا يكون هكذا , فأذا لم تستعد .......لوسي.... ذاكرتها , فأنني أسمح لنفسي بالقول أنها قد لا تكون راغبة في مرافقتك ألى لندن , ليس في الوقت الحاضر , على الأقل".
ضغطت ميراندا بعصبية على شفتيها كي تمنعهما من الأرتجاف , وقالت بأسى :
" أوه , يا لهذه الورطة!".
" ورطة يا آنسة؟ على الأقل , لوسي سعيدة هنا , ألا يعني ذلك شيئا بالنسبة أليك؟".
" يسهل عليك جدا أن تطلق كلمات كهذه , ولكن , ماذا سأفعل أنا؟".
" أليس من المبكر جدا أن يساورك القلق عما سيحدث ؟ الطفلة لا تتذكرك , وعليك البدء بالتعرف أليها مرة أخرى".
" وكم تتوقع أن تطول فترة التعرف الجديدة ؟ كم ستحتاج لوسي من الوقت كي تتمكن من التخلي عن.....عن كل ما يحيط بها هنا من ثراء وأبهة ودلال؟".
" من يدري؟".

" يمكنني أخذها مهي , بغض النظر عن كل هذه الأمور".
" صحيح , ولكنني لا أتصور أنك سترغمين الطفلة على مرافقتك , ألن تكون بداية غريبة لحياتكما معا؟".
" أنك أنسان ....... أنسان عملي للغاية , أليس كذلك؟".
ثم حدّقت به بتمرد قائلة :
" ولكن ..... لا علاقة لك بالموضوع , يا للأسف , لأن لوسي ليست في عهدتك أنت!".
خفّف رافاييل من سرعة سيارته ثم أوقفها كلية , لأن قطيعا من الأغنام كان يعبر الطريق , حيّاه الراعي بلهجته المحلية , فأخرج رافاييل رأسه من النافذة وردّ عليه التحية بالمثل , وما أن أنطلق بالسيارة مجددا , بعد مرور جميع الأغنام , حتى ألتفت أليها وسألها :
" لماذا تتصورين , يا آنسة , أنني سأكون أكثر أستعدادا من أخي للتخلي عن الطفلة؟".
أرتبكت ميراندا ولم تعرف حقا كيف تجيب على مثل هذا السؤال المفاجىء , فالأنطباع الذي تعمّد رافاييل أن يعطيه الآن عن نفسه لم يكن محبّذا , ألا أنها , ولسبب تجهله , ظلت مؤمنة بأنه رجل شريف ... رجل لا يمكن أن يستخدم أساليب شيطانية وملتوية كي يكسب الطفلة.
وأخيرا قالت له :
" لا أعرف".
ثم نظرت أليه وسألته بهدوء :
" لماذا يفعل شقيقك ذلك؟ ما هو السبب ؟ ألا يعلم أنّ ذاكرة لوسي ستعود أليها عاجلا أم ىجلا؟".
" لا يمكنني الأجابة عن أخي , يا آنسة ,الأفضل أن تسأليه هو بالذات".
" لا أعرف .......لا أعرف كيف سأسأله ! أوه , رباه! كم أتمنى لو أنني أعرف ماذا يتحتم عليّ القيام به ! أتمنى ..... أتمنى لو أن شخصا ما.......".
وأنهمرت الدموع من عينيها ,ولكنها كانت تعلم أن الشفقة على النفس لن تحقق لها شيئا , ما بها! فلطالما أعتبرت نفسها قادرة على مواجهة أي طارىء , وأنها شابة متحررة على ذاتها! ومع ذلك , شعرت فجأة بأنها ضعيفة لا حول لها ولا قوة كطفل رضيع على ذراع أمه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 08, 2014 3:08 am

أدار رافاييل مقود السيارة نحو طريق ترابي يمر عبر منطقة الأكواخ , حيث كان الأطفال والنساء يحبونه بحرارة , وشاهدت ميراندا عن كثب الأوضاع المتردية لهؤلاء الناس , وخاصة بالمقارنة مع الثراء والأزدهار اللذين ينعم بهما القصر وأسياده , أنها لجريمة أن يكون هناك مثل هذا الفارق الشاسع في مثل هذا المجتمع الصغير والضيق! ولكنها لم تقل شيئا لأن أفكارها تحولت ألى معرفة المكان الذي يقصده رافاييل , وما هي ألا لحظات , حتى وصلا ألى منطقة مرتفعة تشرف على النهر ويقع رافاييل السيارة وقال لها بلهجة جافة ألى حد ما , عندما لاحظ تشككها :
" تعالي ! سأقدم لك بعض القهوة , يا آنسة".
" هذا هو ... هو بيتك ؟".
جاء سؤالها على هذا النحو يعكس مدى دهشتها , ولكنها ندمت على أظهار أستغرابها عندما أجابها بشيء من الحدة قائلا :
" نعم , يا آنسة , هذا هو المكان الذي أعيش فيه أثناء وجودي هنا , أنه ليس على أي جانب من األأبهة والفخامة كالقصر , ولكنه نظيف ويناسبني تماما".
نزلت ميراندا من السيارة وهي تكاد تتعثر , وقالت له بتلعثم :
" أنا ... أنا لم أعن .......! ما أريد قوله هو أنه..... أنه بيت جميل!".
فتح الباب ودعاها ألى الدخول قبله , ثم أشار ألى مقعد مريح متواضع قائلا :
" تفضلي بالجلوس , لن أغيب سوى لحظات ".
ها كان عليها أن تقترح أعداد القهوة بنفسها ؟ ولكنها لا تعرف ما أذا كان يسكن وحده في هذا البيت! وتذكرت كلام أخته أنه يفكر كطبيب , هل هو طبب ؟ هل هذا هو بيته وعيادته في آن واحد ؟ وماذا كان يعني عندما قال أنه يسكن هذا البيت أثناء وجوده هنا ؟ أين يمضي بقية وقته؟ أقتربت من باب المطبخ الصغير وسألته بهدوء :
" هل يمكنني المساعدة بشيء؟".
" لا , لا داع لذلك , أنني أكاد أنتهي من أعدادها ".
شعرت ميراندا بأنها شخص غير مرغوب فيه , ومع أنها لم تعرف سببا لذلك , ألا أنها رفضت الوقوف أمامه كفأرة صغيرة محاصرة , وضعت يدها على الطاولة الي بدا أنها تخدم كمائدة طعام ومكتب للعمل في الوقت ذاته , وسألته :
" هل تعيش هنا بمفردك؟".
" ألى حد ما ".
" ماذا يغني ذلك؟".
" يعني أن طبيب المنطقة يترك لي أحد مرضاه كي أعتني به , وخاصة لأنني أملك غرفا يمكن أستخدامها لهذا الغرض".
" وهل أنت طبيب؟".
" يحق لي أن أضع هذا اللقب قبل أسمي , أذا كان هذا ما عنيته أيتها الآنسة".
لم تفهم ميراندا تلك الملاحظة الغامضة , ولكنها راحت تتأمله فيما كان يصب لها القهوة , ثم قال لها :
" تفضلي! لنذهب ألى غرفة الجلوس ".
" لا حاجة لذلك , فلا بأس بالجلوس هنا".


تأملته ميراندا فيما كان يرفع الفنجان ألى شفتيه , وأستغربت مدى حشريتها لمعرفة المزيد عن هذا الرجل , أنه بالتأكيد شاب وسيم وجذاب , ولكنها ألتقت في حياتها عددا كبيرا من الرجال أكثر وسامة وأشد جاذبية , أذن , ما هو هذا الشيء الذي يجذبها أليه ويشد عينيها بأستمرار ألى وجهه الأسمر العابس؟ وسألت نفسها عما سيكون عليه رد فعله فيما لو أظهرت له أنها تجده جذابا! قد يكون الأمر مسلبا , ذلك أنها لم تلتق طوال حياتها رجلا آخر لا يعير شخصيتها وجمالها أي أهتمام أو أنتباه مثل هذا الرجل , وعضت على شفتها بشدة ,وهي تذكر نفسها بالسبب لوجودها في هذه البلاد , ثم سألته بهدوء بالغ :
" هل تعتقد أن علي الأنتظار بضعة أيام قبل أتخاذ أي قرار فيما يتعلق بأبنة أختي؟".
" من الطبيعي , يا آنسة , أن الأمر عائد لك كي تقرري ما هو الأفضل".
" لماذا تصر على مناداتي هكذا ؟ آنسة! لماذا لا تناديني بأسمي , ميراندا ؟".
" وهل يناديك أخي بأسمك الأول , يا آنسة؟".
ردّت عليه بشيء من العصبية قائلة :
" لا , طبعا لا , أنني لا أكاد أعرفه".
" وهكذا بالنسبة أليّ , يا آنسة".
حاولت أن تقنع نفسها بأنه على حق , ألا أن علاقتها معه تختلف عما هي عليه مع شقيقه , وذلك لسبب أو لآخر , هل بدأت تعتمد على رافاييل ألى حد ما ؟ أحتجت على ملاحظته بهدوء وتردد , قائلة :
" أشعر .... أشعر كأنني أعرفك منذ زمن , لا أقدر ....لا أقدر أن أشرح لك بالضبط , ولكن....... ولكن الوضع معك مختلف بعض الشيء ".
أدهشها رد فعله القاسي الذي عكسته ملامح وجهه العابس وكلماته الجارحة , أذ قال ببرودة مزعجة :
" أنت مخطئة , يا آنسة , فعلاقتنا ليست مختلفة بأي حال من الأحوال! أخي , وليس أنا , هو الشخص الذي يجب عليك التحدث معه والأعراب له عن شكوكك ومخاوفك!".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 08, 2014 3:09 am

ثم وضع فنجانه بقوة على الطاولة وقال :
" وبما أنك أنتهيت....".
قاطعته بعزة وأنفة قائلة :
" لم أنته بعد! .... أنني لا أفهم سبب غضبك وأنزعاجك , مع أنني لم أتفوه ألا ببضع كلمات على سبيل المجاملة".
" أنا لست بحاجة ألى مجاملتك, يا آنسة".
أرتجفت يدها عندما أمسكت بفنجان القهوة , ولكنها قالت له بتحد :
"ما هو السبب أذن في أحضاري ألى هنا , أذا كنت تعتبر وجودي مثيرا للأشمئزاز ألى هذه الدرجة ؟".
" أذا كنت مصرّة على معرفة السبب , فهو لأنني شعرت بالأسف نحوك".
" أوه... أوه.... حسنا!".
شربت ما تبقى من القهوة بجرعة واحدة كادت أن تحرق معها فمها ولسانها , وقالت له بحدة واضحة :
" أنتهيت , ويسعدني جدا الآن أن أذهب!".
لم يفه أي منهما بكلمة واحدة طوال الطريق حتى القصر , ولما وصلا , نزلت من السيارة وقالت له بعفوية ظاهرة:
" في أي حال , شكرا على القهوة , لقد تمتعت بها , كما أن بيتك أعجبني".
تأملها رافاييل لحظة وقال لها , فيما كانت عيناه مركزتين على فمها الجميل :
" لا داعي للشكر , يا آنسة ".
وما أن أستعد للأنطلاق بسيارته , حتى أوقفه صوت أمه :
" رافاييل , رافاييل! لحظة , أرجوك!".
هرولت السيدة أيزابيلا نحو السيارة وبدأن تتكلم مع أبنها بأنفعال , لم تفهم ميراندا شيئا , ألا أنه كان واضحا أن أمرا ما يقلق السيدة المسنة , وما أن أتجهت نحو باب القصر , حتى سمعت السيدة أيزابيلا تنادي بلهفة:
" لا تذهبي , يا آنسة , أريد التحدث معك".
وقفت ميراندا في منتصف الطريق وبدأت تعود ألى حيث كانت , ولكن رافايل خرج من السيارة وقال لوالدته بلهجة آمرة :
" يجب ألا تتدخلي , يا أمي ".


وجّهت الأم ألى أبنها نظرة عتاب قائلة :
" لا, يا رافاييل فالأمر لم يعد يطاق , شقيقك مهووس بالطفلة وسوف يزيد تعلقه بها كلما طالت مدة ودودها هنا , يجب على الآنسة لورد أن تعود بها ألى بريطانيا , فورا!".
" هذا ما أريد القيام به , يا سيدة ....".
قاطعها رافاييل بسرعة قائلا لها:
" تعرف أمي حق المعرفة أن من القساوة والظلم بمكان أبعاد الطفلة عن الأمور الصغيرة التي أصبحت معتادة عليها , وزرعها فجأة في مجتمع لا تتذكر عنه أي شيء على الأطلاق".
سألته أمه بأستغراب :
" وماذا تقترح , يا رافاييل؟".
" أقترح أن تعطوا الآنسة لورد الوقت الكافي كي تتعرف على أبنة أختها وتكسب مودتها وثقتها , وتتمكن بالتالي من التحدث معها عن والديها ".
" وكم ستطول مثل هذه الفترة , يا بني ؟ وكيف ستتمكن الآنسة لورد من التعرف حقا على أبنة أختها , ما دام خوان يستأثر كليا بأهتمامها وأنتباهها ؟".
تنهد رافاييل وقال لوالدته :
" أنك تعقدين الأمور , يا أمي , ليس هناك من عجلة , على الأقل .... على الأقل من جانبنا نحن , أليس كذلك؟".
" أذن , فالآنسة لورد ستبقى هنا؟".
رفع رافاييل نظره نحو السماء وعاد يسأل أمه:
" وهل من مكان آخر يمكنها البقاء فيه؟".
" حسنا".
شعرت ميراندا بأنزعاج بالغ وقالت :
"أذا كان هناك مكان آخر....".
نظر أليها رافاييل بعينين باردتين أخرستاها , قائلا لها بلهجة جادة :
" ستبقين هنا , يا آنسة , أليس كذلك؟ يا أمي؟".
تطلّعت أليه والدته بأستغراب وسألته بهدوء:
" هل تصدر أوامر , يا رافاييل؟".
أستدار نحو سيارته وهو يقول :
" نعم , نعم , يجب أن أذهب الآن , وعدت الطبيب بالذهاب لمعاينة الطفل كاليرو".
" ماذا وعدتني أنا , يا بني؟".
" أنا.... أنا ماذا تريدين مني؟".
" أريد منك أن تأتي ألى هنا , يا رافاييل , وعدتني بأنك ستأتي مرارا , أليس لي الحق ببعض وقتك , يا بني؟".
" يستحيل عليّ ذلك هذا اليوم".
" أذن , غدا بأذن الله , تعال وتناول معنا العشاء , أنني متأكدة من أن الآنسة لورد ستسر برؤيتك ".
أدار رافاييل السيارة وهو يقول , قبل أن يذهب بدون وداع :
" حسنا , سأحضر غدا للعشاء".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 08, 2014 3:10 am

خيّم الصمت بضع لحظات بعد ذابه , قطعته ميراندا بالقول :
" لا أدري كيف أشكرك , يا سيدة أيزابيلا , على سماحك لي بالبقاء".
" لا تشكريني , يا آنسة , ليست لدي أي صلاحية هنا , أنني أعيش فيهذا القصر لأن أبني سمح لي بذلك".
" في أي حال , أنا ممتنة جدا , وكل ما أتوخاه وأتمناه أن تتعرّف عليّ لوسي".
" وهذا ما أتمناه أنا أيضا , يا آنسة".
وما أن وصلتا ألى الباب , حتى توقفت السيدة المسنة وسألت ميراندا :
" أخبريني , يا آنسة , ألى أين ذهبت مع أبني؟".
" ألى الدير, طبعا , لمقابلة لوسي!".
" أنا لا أعني خوان , يا آنسة ! ألى أين ذهبت مع رافاييل ؟".
" أوه! أوه! ذهبنا .... ذهبنا ألى بيته , يا سيدة أيزابيلا ".
" ذهبت ألى منزل أبني , يا آنسة ؟ هل ذهبت معه بمفردك ؟ لماذا ذهبت ألى بيته ؟".
أرغمت ميراندا نفسها على الأبتسام , وقالت :
" لنشرب القهوة , أنه....... أنه بيت جميل , أليس كذلك ؟ صغير , ولكنه بمنتهى الجاذبية , كما أنني أعتقد أنه ملائم جدا لمرضاه".
" أنا لم أشاهد ذلك البيت قط , يا آنسة , بالنسبة أليّ , القصر وحده كان وسيظل دائما منزل أبني".
" نعم , يحس الأهل دائما بشيء من الفراغ عندما يغادر أحد أفراد العائلة .....".

قاطعتها السيدة المسنة بعصبية نسيت معها المجاملة واللياقة , أذ قالت :
" أنت لا تعرفين عما تتحدثين , يا آنسة , هذه ليست بريطانيا , وقصر كويراس ليس أحد بيوتكم البريطانية المتواضعة! أنك لا تعرفين مدى الثروة والنفوذ اللذين يتخلى عنهما رافاييل .......".
" ولكن هناك خوان الذي يتولى ....".
" كما قلت لك , يا آنسة أنت لا تفهمين الوضع على حقيقته , أعذريني الآن , فلدي أمور عدّة يجب الأهتمام بها".
سألت ميراندا بذهول عن سبب تلك العصبية والحدة , وقبل أن تحاول تحليل الموضوع بهدوء وروية , سمعت صوت لوسي فسارت بدون تردد نحو مصدر الصوت , كانت أبنة أختها تلعب الكرة مع خوان وكونستانسيا , ولما شاهدها خوان ,لوّح لها بيده وقال لها بحماس ظاهر :
" مرحبا , يا آنسة ! تعالي , أنضمي ألينا !".
.......... وأنضمت أليهم , فهي هنا لسبب واحد لا غير , ألا وهو التعرف على أبنة شقيقتها وأعادتها معها في نهاية الأمر ألى بريطانيا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 08, 2014 3:12 am

- دعوة ألى البحيرة
أعترفت ميراندا لنفسها مساء اليوم التالي أنها لم تحقق أي تقدم مع لوسي , والسبب في ذلك هو تصرف خوان الأناني مع الطفلة , فعوضا عن أن يشجع الفتاة على التحدث مع خالتها , راح يلهيها ويبعدها عنها , وأعترفت أيضا أن لوسي لم تكن تعارض ذلك , لا بل أنها كانت تنعم بذلك الأهتمام المتواصل وتتمتع به لدرجة الأفساد .
ولكن , ماذا بأمكانها أن تفعل ؟ كلما تحدثت ألى لوسي , ردت عليها الطفلة بعداء واضح معتبرة خالتها كأنسان دخيل متطفل يحاول مضايقتها وأقتنعت ميراندا من أنه كلما طالت فترة وجودها هنا , كلما أزداد أرتفاع الحاجز النفسي الذي يفصل بينهما , هل يمكن أن تكون مشكلة فقدان الذاكرة التي تعاني منها الطفلة هي من صنع يدها ؟ هل من الممكن أن الطفلة أرادت أن تنسى؟ وأذا كان الأمر كذلك , أفليس محتملا أنها لن تستعيد ذاكرتها أبدا؟
وتذكرت موعد العشاء الذي كانت تتمنى التملص منه , ففي الليلة السابقة , أرسل العشاء الى غرفتها وكأن السيدة أيزابيلا أرادت بذلك أن تثبت لها أنها ليست ضيفة العائلة بل أنسانة فرض وجودها في القصر فرضا , ومن ناحية أخرى , فهناك رافاييل! كذلك ثمة سبب آخر جعلها تتضايق من الأنضمام ألى أفراد العائلة.... وهو وجود كارلا , فقد كان واضحا من اللقاء الأول صباح اليوم الفائت والمجابهة التي جرت أثناء تناول الغداء وبعده , أن كارلا لا تحبذ وجودها في القصر .
كانت ميراندا تفضل تناول وجبات الطعام في غرفتها , ألا أنها قبلت الدعوة ألى الغداء لمجرد وجود لوسي , وسرها جدا أن تجد أبنة أختها قربها مباشرة , وكان هذا بالتأكيد من تدبير السيدة أيزابيلا , وأثناء تناول الحلوى , أشارت ميراندا ألى القطعة التي تأكلها الطفلة وقالت لها بهدوء:
" أنها لذيذة جدا , ولا يفرقها عن الحلوى المماثلة في بلادنا سوى عصير الليمون والسكر , كنت دائما تحبينها , هل تذكرين؟".
" هل حقا كنت أحبها , لا أذكر , يا آنسة".
أخفت ميراندا أمتعاضها من أستخدام الطفلة أسلوب الرسميات معها , وأحتجت بلطف ونعومة قائلة :
" لا تناديني هكذا يا لوسي , يمكنك مناداتي بالخالة ميراندا .... أو يا خالتي... أو حتى ميراندا , أذا شئت , أننا قريبتان وسيكون من السخف أن تتصرفي معي كأنك لا تعرفينني أو لم تشاهديني من قبل".
تدخلت عندها كارلا قائلة بتحد:
" أليس محتملا أنها لم ترك من قبل؟ كيف نعرف أنك لست فعلا ميراندا لورد ؟ هل شاهدنا أي أثبات على حقيقة هويتك , يا آنسة؟".
نهرتها أمها قائلة :
" كارلا! الآنسة لورد ضيفتنا , أرجوك أن تتذكري ذلك".
وتدخلت لوسي لتعيد ميراندا ألى نقطة البداية , أذا سألت بأستغراب:
" صحيح , يا خالتي أيزابيلا , كيف نعرف أنها حقا خالتي؟".
" أنظروا!".
قالتها ميراندا بحزم وهي تنحني لأخذ حقيبتها الجلدية الموضوعة قربها على الأرض.

وقالت للطفلة الصغيرة:
" لديّ هنا بعض الصور الفوتوغرافية , هل تريدين مشاهدتها ؟ أنك تظهرين في معظمها .... ومعك أشخاص آخرون".
ألا أن خوان سارع ألى القول :
" لا أعتقد أنها فكرة جيدة , يا آنسة , فالصور هي... كيف تقولين ؟ شخصية؟ أتصور أن أستخدام أساليب الصدمة خطأ كبير , أليس كذلك؟".
أعادت ميراندا الحقيبة ألى مكانها وقد أدركت بأنها لن تحرز أي تقدم , طالما أن خوان أو أي فرد من عائلته كان حاضرا , لا , فمن المؤكد أن السيدة أيزابيلا ... ورافاييل لن يقفا في وجهها.
بعد الغداء , توجه كل من الموجودين ألى غرفته للقيلولة والراحة , وفي حوالي الخامسة , نزلت ميراندا ألى غرفة الجلوس وهي ترتدي فستانا قطنيا أخضر اللون عوضا عن القمصان والسراويل المعتادة ,وكان ذلك تنازلا بسيطا بالنسبة ألى السيدة أيزابيلا التي لم تخف أمتعاضها من السراويل , وهمست كارلا بأذنها ساخرة:
"ماذا تأملين في تحقيقه , يا آنسة؟".
" لا أفهم ماذا تعنين بذلك".
" نعم تعرفين وتفهمين , يا آنسة , أنك تفكرين بأن البقاء هنا أمر طيب للغاية , وتتمنين أن تقرر الطفلة عدم مغادرة هذا المكان , وتفكرين أيضا بأن أخي يتعاطف مع أصحاب القضايا الخاسرة , وبأنه لا يحتاج ألا ألى القليل من ...... الأقناع كي يعلن عن أستعداده لتولي رعايتك أنت أيضا".
شهقت ميراندا وقالت لها بحدة:
" هذه كلمات وتلميحات حقيرة ومثيرة للتقزز!".
" حقا؟ وهذا الفستان الذي ترتدينه , أليس مصمما كي يسترعي أنتباهه ويجذب أهتمامه؟ ومن يدري , فقد تنجحين لأن أخي خوان ليس صعب المنال !".
أرتاحت ميراندا كثيرا عندما ظهرت السيدة أيزابيلا وأثنت بسرعة وحرارة على التبدل الواضح في مظهرها , قائلة بدون مواربة :
" كم تبدين جذابة عندما ترتدين فستانا يا آنسة , لا بد لي من الأعتراف بأنني أفضل أن تبدو الأمرأة كأمرأة ".
وقال خوان الذي أنضم أليهن في تلك اللحظة:
" أوه , ولكن الآنسة لورد تبدو ذات أنوثة فائقة عندما ترتدي السراويل , ومع ذلك فأنني أوافقك الرأي , يا أمي , أنها تبدو الآن جميلة وجذابة ألى أبعد حد".
أحمرت وجنتا ميراندا نتيجة للأطراء المزدوج الذي سمعته , والأنتصار الذي حققته على كارلا في اللعبة ذاتها التي أختارتها تلك الفتاة لتحطيمها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 08, 2014 3:14 am

أنتبهت ميراندا ألى أنه لم يبق على موعد العشاء سوى بضع دقائق , أرتدت فستانها الحريري الأسود وسرّحت شعرها الناعم , الذي قررت أن تتركه تلك الليلة متدليا على كتفيها , ثم نزلت ألى قاعة الطعام الرئيسية , وقفت مترددة في المدخل العريض وهي تنتظر أن يلاحظ وجودها أحد ويدعوها ألى الدخول , كانت السيدة أيزابيلا تتحدث مع رجل طويل القامة يرتدي ثوب الكهنة , فظنت ميراندا أنه الأب أستيبان , ولكنه عندما أستدار للتحدث مع كارلا , أكتشفت أنه أصغر بكثير من رئيس الدير الهرم , وفجأة شاهدها فأسرع نحوها وهو يقول بأعجاب واضح :
" آنسة لورد ! أنك ..... أنك تبدين بمنتهى الجمال!".
أبتسمت ميراندا وقالت مازحة :
" أرجوك , لا تبالغ ! قد أصاب بجنون العظمة !".
" لا , أنني أعني ما أقول , أنك فعلا... رائعة!".
أقتربت منها السيدة أيزابيلا لتعرفها على الكاهن الشاب , قائلة :
" آنسة لورد , أعرفك بالأب دومنكو الذي يعتني كثيرا بكنيسة الوادي , أنه يسكن الدير مع الأب أستيبان".
أبتسم الكاهن الوسيم بحرارة قائلا بمزيج من الأستغراب والمرح :
" أذن أنت خالة الطفلة الصغيرة , يا آنسة؟ مستحيل! ربما أنت شقيقتها!".
ردت ميراندا على كلمات الأطراء بأبتسامة جميلة , وهي تشعر بأستمرار بوجود ذلك الشاب الوسيم .... رافاييل وتتمنى سماع كلمة أطراء واحدة منه , لماذا لا يكون كشقيقه , أو حتى كأب دومنكو؟ لماذا لا يحييها بمثل تلك الطريقة المتوددة كبقية أفراد العائلة؟ ولكن ذلك ليس صحيحا بصورة تامة , فكارلا لا تزال واقفة قرب المدفأة تنظر أليها بشيء من الحقد والأشمئزاز .
دهشت ميراندا عندما جلس رافاييل , وليس خوان كما كانت تتوقع , في المكان المخصص لرأس العائلة , وجلست الشقيقتان التوأمان ألى جانبيه , فيما جلست هي قرب والدته والأب دومنكو في الجانب الآخر ........قبالة خوان.
أستغربت ميراندا ذلك الترتيب المتعلق بجلوس رافاييل وأحتارت في أمر تفسيره , في السابق , لم يكن الموضوع صعب التصديق , فالأبن الأكبر يرث القصر والأرض عن والده , وشقيقه الأصغر يكرس حياته لمساعدة المرضى والتعساء , ولكن , هل رافاييل هو الأبن الأصغر؟ أنه بالتأكيد يبدو أصغر سنا من خوان , ولكن ذلك قد يكون بسبب ضخامة جثة خوان وترهله بعض الشيء , أما أن لم يكن الشقيق الأصغر , فلماذا أذن يتولى خوان أدارة الممتلكات؟


وزعت القهوة على الجميع الذين راحوا يتبادلون شتى أنواع الحديث , فيما كانت الموسيقى الهادئة والناعمة تنساب من مكبرات صوت صغير الحجم موزعة بذكاء في أرجاء القاعة , وتولت كونستانسيا شرح بعض الأمور المتعلقة بالأشياء الأثرية والتاريخية التي كانت ميراندا تبدي أعجابها بها , وخلال حديث عام عن الأديان والطوائف المختلفة , أبدى الأب دومنكو أعجابه بكلام ميراندا المتزن قائلا:
" هذه نظرية مثيرة للأهتمام , يا آنسة لورد , وسيسعدني جدا أن أبحثها معك بالتفصيل في وقت لاحق , وأود أن أعترف لك صراحة بأنني لم أكن أتوقع من صبية بعمرك مثل هذا التفهم والأستيعاب لموضوعات جدية ومعقدة كهذه".
وعلّق رافاييل على هذا الكلام بقوله :
" الآنسة لورد شابة يحلو الحديث معها , يا حضرة الأسقف".
لم تنتبه ميراندا ألى أقترابه منها للمشاركة في الحديث , ولكنها أحتارت في أمر لهجته , هل قال جملته بصدق وأمانة أم بخبث وسخرية؟ وسمعت الكاهن يسأله:
" هل توافق على هذا الرأي , يا رافاييل ؟ أنها نظرية لا بأس بها على الأطلاق , أليس كذلك؟ أنها فكرة تثير أهتمام المجلس الكنسي بصورة مستمرة".
رد عليه رافاييل ببرودة قائلا :
" ولكنها نظرية لا يمكنك أن توافق عليها , يا حضرة الأسقف!".
" أليس ممكنا أن يتمتع الرياضي بالمشاركة والمنافسة , حتى لو لم يصل ألى المرتبة الأولى؟".
" أهذا ما تفعله أنت , يا سيدي؟".
أبتسم الأب دومنكو بمحبة وتحد , قائلا بدون أنفعال :
" أنت تعرفني جيدا , يا رافاييل , ولكنني أشعر من لهجتك أنت أيضا , يا بني , أن لديك أكثر من مجرد أهتمام عادي بهذا الموضوع ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
موسس المنتدى
موسس المنتدى
علا المصرى


رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد 79UVSm
انثى عدد المساهمات : 12249
نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20010
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 16/05/2014
العمر : 30

رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد   رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 08, 2014 3:16 am

أختارت السيدة أيزابيلا تلك اللحظة بالذات أن تدعو ولديها والأب دومنكو لشرب المزيد من القهوة , أعتذر الكاهن وخوان وتوجها ألى الجانب الآخر من القاعة , فيما ظل رافاييل واقفا قرب ميراندا , ومع أنها كانت تتمنى الأنفراد به أكثر من أي شيء آخر , فقد أرتبكت قليلا ووجدت نفسها تسأله بغباء:
" أليس من الضروري أن تنضم أنت أيضا ألى والدتك؟".
" أنا لست طالبا صغيرا , يا آنسة , أنني قادر تماما على أتخاذ قراراتي بنفسي".
أحمر وجهها خجلا , وقالت :
" أوه , حسنا , أنا آسفة لأنني سمحت لنفسي بتقديم أقتراح بسيط !".
تأملها مليا بعينين جميلتين فاحصتين وقال :
" يبدو لي , يا آنسة , أن لديك موهبة لأجتذاب شقيقي والأب دومنكو على حد سواء , ومن شأن ذلك أن يعوضك عن قلة أهتمامي بك".
عكست عيناها على الفور الأذية التي يتعمد ألحاقها بها , وسألته بأنقباض واضح :
" لماذا تقول مثل هذه الأشياء ؟ لماذا لا تذهب وتنضم ألى والدتك , بما أنني لا أجذبك على الأطلاق؟".
لم يرد رافاييل على الفور , ولكنه تنهد بعد لحظات وقال لها :
" حسنا , حسنا , أنا آسف".
وصمت برهة ثم سألها :
" أخبريني , كيف تسير الأمور مع لوسي؟".
" لم أحقق أي تقدم حتى الآن ".
" ماذا؟".
" أعتقد أنني لن أتمكن أبدا من أنجاز أي شيء معها , ليس هنا , على الأقل".
" ولكن لماذا؟".
هزت ميراندا كتفيها وقالت له بأسى :
" المشكلة هي أن شقيقك يرفض التعاون وتسهيل الأمور".
تنهد رافاييل بقوة وعصبية وقال :
" أعرف , أعرف , هل تحدثت مع الطفلة؟".
" على أنفراد؟".

رفع رافاييل ألى شعره الكث وبدا أنه يفكر بحل ما , ألا أن أنتباه ميراندا تحول ألى عضلات كتفيه وصدره , وشعرت برغبة قوية في وضع يدها تحت قميصه الحريري.
" ........بعيدا عن القصر".
أستفاقت ميراندا من أحلام اليقظة لتشاهد رافاييل ينظر أليها بأستغراب ويسألها بشيء من الحدة:
" هل سمعت ما قلته لك؟".
هزت رأسها أعتذارا فكرر جملته بهدوء:
" كنت أقول أنه سيكون من الأفضل أن تتمكني من التحدث مع لوسي عندما لا يكون أخي موجودا , ويجب ألا يتم ذلك هنا , بل بعيدا عن القصر".
هزت برأسها وسألته بلهجة جافة تعكس قلقها وأنزعاجها :
" وكيف تقترح أن يتم ذلك ؟ فشقيقك لن يسمح لي أبدا بأخذها ألى أي مكان.... ليس وحدنا في أي حال".
" صحيح , لا أظنه فاعلا ذلك ما لم .... ما لم آخذكما أنا ألى مكان ما".
شعرت ميراندا بأنه متردد في عرضه هذا , وبالتالي فأنها لن تقبل مساعدة شخص يعتبر وجودها أمرا مستهجنا وغير محبب , رفضت عرضه بحزم وتهذيب , قائلة:
" لا داع لذلك , سأفكر بطريقة أخرى".
" ما هي المشكلة الآن؟".
" حسنا , سأجيبك بصراحة! أنت لا تريد حقا أن تأخذني ألى أي مكان , أليس ذلك صحيحا؟".
" أنني على أتم الأستعداد للقيام بهذه المهمة".
ردت عليه بغضب واضح :
" يا للكرم! يا للشهامة! شكرا لك يا سيد , ولكنني لست بحاجة لمساعدتك!".
رافاييل!".
كان ذلك صوت السيدة أيزابيلا التي أقتربت منهما بدون أن يشعرا بها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 3انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» رواية جزيرة الأقدار -مارجري هيلتون -روايات عبير القديمة ( كاملة)
» حضارة مصر القديمة
» بعض المعلومات عن حضارة مصر القديمة
» معالجة الصور القديمة والتالفة فوتوشوب
» حريق ضخم في احد اسواق دمشق القديمة يدمر 50 محلا تجاريا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حبيبتى يا مصر :: الأقسام الادبية :: منتدى القصص والحكايات والجرائم-
انتقل الى: