احصائيات | هذا المنتدى يتوفر على 4466 عُضو. آخر عُضو مُسجل هو Nory فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 19486 مساهمة في هذا المنتدى في 5636 موضوع
|
المتواجدون الآن ؟ | ككل هناك 28 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 28 زائر
لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 546 بتاريخ الخميس ديسمبر 22, 2022 9:46 pm
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
علا المصرى موسس المنتدى
عدد المساهمات : 12249 نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20021 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 16/05/2014 العمر : 30
| موضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد الجمعة أغسطس 08, 2014 4:03 am | |
| 11- الحزن يملأ الأيام
حاول بوب كارمايكل أطلاع شقيقة زوجته على كافة تفاصيل الحادث , ولكنه أضطر أولا لأبلاغها بمقتل أختا سوزان , مما بدد ألى الأبد الأمل الضعيف الذي كانت تتعلق به.... والذي أزداد لدى مشاهدتها بوب , وعزّت ميراندا نفسها بأن أحد والدي لوسي على الأقل لا يزال حيا. كانت ميراندا تجلس بين بوب ورافاييل أثناء توجه الثلاثة ألى الدير , ومع أنها حاولت التركيز على ما يقوله زوج أختها الراحلة , ألا أنها كانت تشعر دائما بحرارة جسم رافاييل الملتصق بها , وعندما أرادت مرة التحرك قليلا , وضعت يدها خطأ على رجله , حاولت سحبها بسرعة , ولكن رافاييل أمسك بها وأبقاها في مكانها . وسمعت بوب يروي القصة: " هبّت عاصفة هوجاء لم أعرف لها مثيلا في حياتي , لم تكن الطائرة ممتلئة , وكنا نحن نجلس في المؤخرة , أعتقد أن جميع الذين كانوا في المقدمة لاقوا حتفهم على الفور , كانت الطائرة تهوي بسرعة فائقة ولا أدري حقا ماذا حدث , ربما أصطدم ذيلها بأحدى القمم , أرتطمت الطائرة بالصخور وأنشطرت ألى نصفين , هوى أحدهما ألى الوادي , أصبت وسوزان بجروح بالغة , أوه , نعم , كانت سوزان لا تزال حية بعد الحادث , ولكننا أعتقدنا أن لوسي ماتت , وأتصور أن هذا الأعتقاد هو الذي أفقد سوزان رغبتها في الحياة".
توقف بوب فجأة وبدا عليه التأثر والحزن , ثم مضى ألى القول : " في أي حال , توقعنا أن يكون الأرتطام القوي دفع بالطفلة ألى مكان بعيد .... ربما ألى الوادي , ولكن , كان عليّ ألا أنهار , سوزان وأنا كنا الناجيين الوحيدين من ركاب المؤخرة". سألته ميراندا بذهول : " ألم تفقد وعيك؟". " أوه , طبعا , في البداية , على الأقل , لا أتذكر الكثير عما حدث, ولكن أذكر أن الدماء كانت تتجمد في عروقي لشدة البرد , وأذكر أيضا أن الدماء كانت تتدفق من رأس سوزان.....". توقف ثانية والغصة في قلبه وحلقه على حد سواء , ثم تابع حديثه قائلا: " آسف , أسف جدا , لم أقصد أيلامك ". طوقته بذراعيها ووضعت رأسها على كتفه , فتنهد وقال : "أعتقد أن بعض الهنود الذين يسكنون قرية جبلية نائية وجدونا فيما كنا على وشك الموت , كانت اللغة عائقا كبيرا وما أن تمكنت من أفهامهم بالأشارات ما أريده منهم , حتى كانت سوزان لفظت أنفاسها الأخيرة , لا أعرف طوال المدة التي أمضيتها مستلقيا في ذلك الكوخ الصغير أصارع الموت , ثلاثة أشهر ... أو ربما أربعة , كانوا أشخاصا بسطاء وليس لديهم أي مواد طبية ..... أو حتى أي أتصال مع العالم الخارجي ". ثم نظر ألى رافاييل وقال له : " ربما تعرف هؤلاء الناس , أنهم مستقلون ألى درجة كبيرة وأنا واثق من أنهم أستخدموا جميع مهاراتهم , محاولين أنقاذي بشتى الطرق المتوفرة لديهم". قال له رافاييل بهدوء: " أنا لست هنديا , يا سيد , ولكنهم أناس طيبون جدا ويبذلون ما في أستطاعتهم لمساعدة الآخرين ". " لم يبلّغ أحد منهم السلطات المسؤولة بأنني لا أزال حيا , ولم تتسرب من قريتهم معلومات حول وجود رجل أجنبي بينهم , ألا بعد أن تمكنت من الخروج بنفسي من ذلك الكوخ". " أنني أشك كثيرا يا سيد , في أن يكون هؤلاء الأشخاص على علم بوجود .......سلطات مسؤولة , فكلمة سلطات تعني لهم شيئا آخر تماما". " في أي حال , ذهبت ألى مكان يدعى سويسترا , كنت مصابا بشلل جزئي في رجلي اليمنى , كما لاحظتما , وكان السير متعبا ومرهقا , ألا أنني كنت حيا ومصمما على البقاء! كان ذلك منذ ستة أسابيع تقريبا , أمضيت طوال تلك الفترة لأثبت هويتي وأحصل على بعض المال للسفر ألى بريطانيا , ولم أعرف أن أبنتي أيضا لا تزال على قيد الحياة , ألا عندما أتصلت بمدير ميراندا في لندن ". سحبت يدها بتردد من يد رافاييل , مع أنه كان يمسك بها بقوة وحنان , أرادت يائسة أن تنظر أليه وتشبع نظراتها من وسامته وجاذبيته , ولكنها شعرت بأنها واهمة وتتبع السراب , وأقنعت نفسها بأن بوب يحتاج أليها , في حين أن رافاييل ليس بحاجة لأحد . | |
| | | علا المصرى موسس المنتدى
عدد المساهمات : 12249 نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20021 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 16/05/2014 العمر : 30
| موضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد الجمعة أغسطس 08, 2014 4:04 am | |
| تطلعت نحو بوب وقالت : " أنت تعرف أن.....أن لوسي لا.. لا تتذكر شيئا , أليس كذلك؟". " أعرف , أخبرني السيد رافاييل ذلك , كنت وصلت لتوي ألى المزرعة وتحدثت مع ...... السيدة أيزابيلا , نعم , السيدة أيزابيلا , كانت تذكر لي أن أبنها الآخر , خوان , متعلق جدا بالطفلة , وفي تلك الأثناء وصل السيد رافاييل". وفجأة , برز الدير أمامهم فسأل بوب بلهفة: " هل هذا هو المكان الذي تقيم فيه أبنتي ؟". ولما ردّت عليه أيجابا , طوقها بذراعيه هاتفا بصوت مرتفع : " أوه , ميراندا ! هل تعرفين ماذا يعني لي هذا الأمر بعد تلك الأشهر الطويلة من الحزن واليأس ؟ أنني أشكر الله العلي القدير على أنني وجدتك أنت بعد فقداني سوزان , سوف تساعدينني في تربية لوسي , أليس كذلك ؟ ومن يدري .....فقد نتمكن من التوصل ألى أتفاق ما!". ذهلت ميراندا وقالت بأستغراب: " أوه , بوب , أرجوك , أنا..... أنا........". وتطلعت نحو رافاييل , ولكنها فوجئت بعينين باردتين نظرتا أليها بقوة قبل أن يحوّل الرجل وجهه ألى مكان آخر. ركضت لوسي نحو السيارة بلهفة وشوق , ظنا منها أن رافاييل سيأخذها في نزهة مثيرة أخرى , نزل رافاييل من السيارة ثم ساعد ميراندا بتأدبه المعتاد , وفرحت ميراندا كثيرا عندما حيتها الطفلة بأسمها .....وبحرارة . " كيف حالك , يا حبيبتي , أنني مسرورة جدا لرؤيتك ثانية ". " وأنا أيضا , ولكنني كنت أريد مقابلتك , فوعدني الخال خوان بأننا سنزورك معا ...... وربما اليوم!". " أنا هنا الآن , يا لوسي و... وقد أحضرت معي شخصا آخر لمقابلتك". تراجعت لوسي ألى الوراء وأستفسرت بقلق عمن يكون هذا الشخص . " لا تهربي , يا حبيبتي ! أرجوك ! أذهبي .... أذهبي ألى السيارة , فثمة أنسان يتحرق شوقا لرؤياك .أنسان تحبينه ....جدا جدا". تقدمت الفتاة بخطى مترددة نحو السيارة ثم نظرت بحذر ألى داخلها , أتسعت عيناها تعجبا وأنفجرت باكية وهي تصرخ : " أنه ...... أنه..... أوه , لا , لا يمكن , لا يمكن! ". أمسكها رافاييل بحنان وقوة وأعادها نحو السيارة , تأملها والدها , فيما كان يخرج من السيارة , وقال لها : " مرحبا , يا لوسي , أنت تتذكرينني , أليس كذلك ؟ قولي أنك تتذكرينني ! أنا والدك الذي يأتي من مكان بعيد بحثا عنك !". عاد رافاييل بعد ثلاثة أرباع الساعة ليجد ميراندا جالسة على صخرة صغيرة ,وهي غارقة في تفكيرها وأحلامها , كان بوب ولوسي ورافاييل دخلوا الدير مع الأب أستيبان , ولكنها فضلت البقاء خارجا في الهواء الطلق ...... وبعيدا عن الأحاديث المؤثرة التي ستجري في الداخل , وقف رافاييل أمامها وقال لها بلهجة رسمية : " سوف آخذ صهرك وأبنة شقيقتك قريبا ألى المزرعة , يا آنسة , لأن السيد كارمايكل يريد توجيه الشكر لأمي وأخي على حسن ضيافتهما , هل أنت مستعدة ؟".
" متى.... متى يريد بوب مغادرة الوادي؟". " بعد الظهر , حضر بسيارة ولكن الرحلة طويلة ومرهقة , عرضت عليه نقله بالطائرة المروحية ألى بوابلا , سيذهب سائقه بالسيارة هذا الصباح ويلاقيه هناك". تنهدت ميراندا وقالت : " حسنا , أغراضي موجودة في بيتك , سأنتظر هناك لحين ذهاب بوب ألى المزرعة وعودته ..... أن .......لم يكن لديك أي مانع ". نظر أليها رافاييل بأستغراب وسألها بحدة: " هل ستذهبين مع صهرك؟". " طبعا , فهو........فهو سيحتاجني , أنه لا يعرف شيئا عن... الأمور المنزلية ". سألها بغضب واضح : " هل هذا يعني أنك سوف .....سوف تعيشين معه؟". " طبعا , ولم لا؟". هز رافاييل رأسه وقال : " عندما تصبحين مستعدة يا آنسة ". " ماذا كنت تتوقع مني أن أقول , يا رافاييل؟ أنا لن أشاركه سريره , أن كان هذا ما تعنيه أو تتصوره ". كانت لندن باردة والرطوبة فيها مرتفعة ومزعجة , مع أن الوقت كان منتصف الصيف , لم يكن لبوب ولوسي بيت خاص بهما , لأن العائلة باعت منزلها قبل أنتقالها ألى أميركا الجنوبية , وعليه , أنتقلا ألى شقة ميراندا الصغيرة المتواضعة . | |
| | | علا المصرى موسس المنتدى
عدد المساهمات : 12249 نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20021 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 16/05/2014 العمر : 30
| موضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد الجمعة أغسطس 08, 2014 4:05 am | |
| رفض بوب العودة ألى أميركا الجنوبية , فمنحته شركته وظيفة مؤقتة في لندن كي يتمكن من الوقوف مرة أخرى على رجليه , ودخلت لوسي المدرسة في اليوم الثاني لعودة ميراندا ألى عملها , وبدأت المشاكل منذ ذلك الحين...... " كنت أفكر بهذا الموضوع طيلة الأسبوعين الماضيين , أننا بالتأكيد نحتاج ألى مدبرة منزل تهتم بالطفلة أثناء وجودنا في العمل , ولكن الشقة صغيرة ولا تستوعب شخصا أضافيا". " بأمكانك الأنتقال ألى شقة أخرى يا بوب , بأمكانك أيضا أستخدام مربية أو مدبرة منزل , أنا متأكدة من أن دخلك المرتفع يسمح لك بذلك وبكل سهولة". أقترب منها وقال لها بصوت منخفض: " أنا لا أريد مربية يا ميراندا , أريد الزواج منك ......لا , لا , أنتظري !". قال الكلمات الثلاث الأخيرة عندما رفعت يدها أعتراضا وأحتجاجا ,ثم مضى ألى القول بهدوء ملحوظ : " أعلم أنه من المبكر جدا مفاتحتك بهذا الموضوع , لم تمض بعد سنة على وفاة سوزان , ولكن ألا ترين أن الزواج هو الحل الأفضل والأمثل؟". قفزت ميراندا من مكانها وهي تقول بحزم : " لا , يا بوب , لا , يستحيل ذلك , فالزواج ليس بالأمر السهل". " لماذا؟ لماذا يستحيل ذلك؟ ليس هناك شخص آخر , على ما أعتقد , أنت قلت لي بنفسك أنك الن تتزوجي مديرك في العمل , فلماذا تعتبرين زواجنا أمر مستحيلا ؟". " لأنني لا أحبك , يا بوب , أرجوك.... يجب أن تصدقني , لا يمكنني أن أوافق , لا يمكن". نظر أليها بأنهزام , مما جعلها تشعر بالأسف نحوه , ولكن ذلك الشعور لم يكن كافيا كي يجعلها تقبل الزواج منه . " أنت تدركين أنك أذا رفضت الزواج مني , فسوف أضطر للبحث عن شخص آخر , أنا لا أريد ذلك , يا ميراندا , ولكنني رجل لا يعرف العيش بمفرده , كانت سوزان تعرف ذلك وتتفهمه ".
" أرجوك! أفعل ما تريد! أبحث عن منزل أو شقة , أستخدم أحدا للأهتمام بلوسي , سوف أزوركما كلما سنحت لي الفرصة بذلك , ولكن لا يمكنني الزواج منك , يا بوب , وهذا أمر نهائي لا رجوع عنه". كان يساعدها في معظم الأمور المنزلية .... حتى حدوث تلك المجابهة بينهما , أهمل كل شيء , بما في ذلك الأعتناء بشؤون أبنته , ثم أبلغها يوما أنهما سينتقلان ألى شقة خاصة بهما , أحست بالوحدة القاتلة بعد أنتقالهما , وكانت أسوأ الأوقات لديها عندما تعود بعد الظهر لتجد الفراغ المؤلم , كانت لوسي تملأ الشقة حياة وصخبا , وكانت تسلّيها وتلهيها عن أفكارها السوداء. دعاها مديرها ذات يوم ألى العشاء , فلبت الدعوة بكل سرور , وعدها بأن يمر عليها في السابعة والنصف , أي بعد حوال ساعتين من وصولها ألى شقتها , فتحت الباب ودخلت القاعة الصغيرة , ألا أنها تسمرت في مكانها عندما شاهدت رجلا مستلقيا على الكنبة , ماذا يفعل بوب هنا ؟ هل حدث مكروه للفتاة ؟ قام الرجل من مكانه بهدوء وأستدار نحوهال شهقت وقالت بذهول : " رافاييل! رباه , هل هذا أنت؟ أنا...... أنا أحلم , أليس كذلك؟". أقترب منها وضمها بقوة بين ذراعيه , أبقاها على ذلك النحو فترة طويلة , ثم تراجع خطوة ألى الوراء وسألها بصوت أجش : " حلم ......... أم كابوس؟". " حلم.. أوه , نعم , حلم يا رافاييل ". عانقها مرة أخرى , فيما كانت يداه تداعبان شعرها وكتفيها , وقال لها متمتما: " لي , أنت لي , أليس كذلك ؟". | |
| | | علا المصرى موسس المنتدى
عدد المساهمات : 12249 نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20021 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 16/05/2014 العمر : 30
| موضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد الجمعة أغسطس 08, 2014 4:06 am | |
| لم تجبه وأكتفت بأن تكون بين ذراعيه , لم تحاول البحث في صحة أو خطأ شيء قد يتبخر بين لحظة وأخرى , ثم أحست بأنه يبعدها عنه قليلا ويقول لها بشغف واضخ : " أنت ساحرة , يا ميراندا , سحرتني شخصيتك وقيّدني حبك وجمالك , لا تململي أو تخجلي , يا حبيبتي , لديك جسم جميل وأنوي أمتلاكك من الرأس حتى أخمص القدمين , هل تفهمين ما أقول ؟ هل تريدين معرفة سبب حضوري ألى هنا؟". أبتعدت عنه ميراندا بسرعة وسألته لاهثة: " لماذا؟ لماذا أتيت, يا رافاييل؟". " لأنني أحبك , يا ميراندا , أظن أنني أحبك منذ فترة طويلة". " ولكن...... ولكن..... مسؤولياتك .......هدفك .....". " أي مسؤوليات وأي أهداف ؟ لديّ منها الكثير". " قالت لي كونستانسيا أنك..... أنك على وشك الدخول في سلك الرهبنة". " نعم , نعم , كنت سأفعل ذلك". " أذن , كيف يمكنك التخلي عن هذه الرغبة بمثل هذه السهولة ؟". " لم يكن قراري سهلا أبدا , ولكنني شعرت منذ التعرف أليك بأنني لست.....". " ولكنك لم تقل شيئا ! لم تصدر عنك أبدا أية أشارة توحي لي.........".
توقفت لحظة وكأنها تذكرت أمرا هاما , ثم سألته : " هل...... هل أقنعك الأب دومنكو بتغيير رأيك؟". " الأب دومنكو ؟ ولماذا يحاول الأي دومنكو أقناعي بهذا الشيء أو بغيره ؟". " كانت تلك مشيئة والدتك , أليس كذلك ؟ أعتقدت أنك سوف تضطر للعودة ألى المزرعة وتولي شؤونها , فيما لو تزوجني خوان وتخلّى عن هذه المسؤولية , ولكن بوب أتى.... وتبدلت الأوضاع , كنت آمل ..... كنت آمل.....". ضمها ألى صدره بحنان ومحبة , فيما كانت هي تجهش بالبكاء كطفلة صغيرة . " عما تحدثين, يا صغيرتي ؟ هل تعتقدين أن أمي تشجعني على الزواج من أجنبية لحملي على التخلي عن الكهنوت ؟ أوه , لا يا حبيبتي , فهي لم تردك أنت على الأطلاق". لم تستوعب ميراندا كلامه كله , هل قال حقا أنه ينوي الزواج منها؟ همست: " ولكنك لم تفسر.......". " حسنا , حسنا , أذا كانت التفسيرات تسرك , فلدي الكثير , تعلقت بك منذ البداية , وأظن أنك كنت تدركين ذلك , ولكنني لم أكن أعرف شعورك نحوي , فأمتلأت أيامي حزنا وأسى". " أوه , رافاييل!". " كنت أغار من خوان , من أمي , من الشقيقتين , ومن كل شخص يقترب منك , ولكنني أبعدت نفسي عنك , لأنني لم أكن أضمن حسن تصرفي معك , أتذكرين المرة الأولى قرب البحيرة ؟ كنت تعلمين أنني أريدك , أليس كذلك ؟ وكانت الخطوة الأخيرة في بيتي عندما كدت أقدم على أمر لا رجوع عنه , لماذا منعتني ؟ ألم تلاحظي أنني لن أتركك أبدا بعد ذلك؟ أنا لست كالرجال الآخرين الذين تعرفينهم , ستكون هذه المرة طوال الغمر , يا حبيبتي". أبتعدت عنه قليلا وقالت بتلعثم واضح : " أنا..... أنا...... لا أفهم ما تعنيه يا رافاييل , هل تعتقد أن..... أن رفضي لك تلك اليلة كان .....كان بسبب الخوف ؟ الخوف من أنك قد تتركني ؟ ثم ...... ماذا تعني بقولك أنك لست كالرجال الآخرين الذين أعرفهم؟". حاول عبثا ضمها ثانية ألى صدره قائلا : " ماذا يهم بعد الآن ؟ أنا هنا..... أننا معا , أنا لم أكن دائما عنيفا , يا ميراندا , عندما كنت شابا يافعا , كان والدي لا يزال على قيد الحياة , تعرفت على كثير من النساء , تصورت أنني لن أقترب من أمرأة بعد ذلك ........ ثم ألتقيتك أنت". أبتعدت عنه بعنفوان وفتحت الباب بغضب قائلة : " أرجوك أن تخرج ! الآن!". " ميراندا...". " أنني أعني ما أقول , فأمك لن تقبل أبدا أن أكون أمرأتك ". صحح لها تعبيرها بأستخدامه كلمة زوجة عوضا عن أمرأة , ثم أغلق الباب , وقال بهدوء : " أمي متشوقة جدا لأستقبالك في المزرعة , شعرت بعد مغادرتك الوادي قبل ثلاثة أسابيع بأنني لم أعد قادرا على ضبط مشاعري , كنت أفكر بك طوال ساعات النهار والليل , شعرت بأن عليّ مقابلتك لمعرفة ما أذا كنت تبادلينني الشعور ذاته , أبلغتها عزمي على الزواج منك , أذا كنت ستوافقين , غضبت وثارت في بادىء الأمر , ثم هدأت وقالت أنها ستبارك زواجنا فيما لو قررت العودة ألى المزرعة , كنت سأتزوجم مهما كان رأيها , ألا أن موافقتها أفضل من معارضتها , ألا أن هذا لم يكن كل شيء أردته منها وحصلت عليه , لقد أخذت موافقتها على تقسيم الأراضي على الجميع , وعلى أن يعمل كل شخص لنفسه وليس لسيد القصر".
فتح الباب ثم خرج منه وهو يقول : " أنني آسف جدا لأنك لا تشعرين نحوب كما أشعر أنا نحوك , تقبلي أعتذاري". | |
| | | علا المصرى موسس المنتدى
عدد المساهمات : 12249 نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20021 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 16/05/2014 العمر : 30
| موضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد الجمعة أغسطس 08, 2014 4:08 am | |
| أغلق الباب وراءه تاركا ميراندا واقفة بدهشة وذهول , هل كان يعني ما يقول ؟ هل أتى حقا ألى لندن بنية الزواج منها؟ خل كان هنا أم أنها تحلم ؟ فتحت الباب وأرادت أن تناديه .....لتقول له أنها متيّمة بحبه......ولكنه لم يكن هناك! عادت ألى الغرفة حزينة ويائسة , أتصلت بمديرها وأعتذرت عن الخروج معه تلك الأمسية , وتصورت أنها لن تتمكن أبدا بعد الآن من الخروج مع أي رجل....... حل منتصف الليل وهي تتصل بالفندق الأخير على لائحتها الطويلة , لم يكن في أي من هذه الفنادق القريبة والبعيد , أنها غبية ألى أبعد الحدود ! لماذا تركته يذهب؟ الكبرياء؟ عزة النفس؟ وسمعت الباب يفتح بهدوء: " رافاييل؟ هل هذا أنت , يا رافاييل؟". أضاء النور في الغرفة وسألها باسما , فيما كان يرمي علبة على الكنبة : "وهل كنت تتوقعين غيري , يا حبيبتي ؟". ركضت نحوه وألقت بنفسها بين ذراعيه , وبعد أن هدأت قليلا , سألته متمتمة: " ولكن لماذا... لماذا ذهبت؟ لماذا تركتني ؟ كنت خائفة وقلقةعليك!". " أليس هذا ما كنت أشعر به أنا منذ اللحظة التي شاهدتك فيها ؟ أظن أنك تريدين عودتي , أليس كذلك؟". " أوه , نعم , نعم! أوه , رافاييل , أنني أحبك ......... أحبك! ". " وهل تقبلين الزواج مني ؟". " في أي وقت تريد , لماذا ذهبت وتركتني ؟ لتعلمني درسا لا أنساه؟". " ألى حد ما , ولكي أحضر لك أيضا هذه العلبة , أنها ثيابك الموجودة في سيارتي منذ رحلتنا المشهورة ألى البحيرة". " ولكن , لماذا تأخرت؟ أين ستقيم؟". " لدى أحد أقربائي هنا , دعاني للأقامة معه , وقبلت ذلك شاكرا , لم أتوقع الحصول على مثل هذه الموافقة السريعة , كنت أظن .... لا يهم!". " ماذا كنت تظن؟". " لا بد لي من الأعتراف بأنني توقعت وجود صهرك هنا , توقعت أنه لا بد من .... أقناعك بتركه !". " رافاييل!". هز كتفيه أعتذارا وقال : " هذا لا يهم بعد الآن! كنت هنا ..... وكنت, كالعادة , جميلة , وجذابة , ذهبت ألى شقة قريبي ولكنني لم أكن مرتاحا , وعدت نفسي بالعودة غدا , ولكنني لم أتمكن من البقاء هناك حتى الصباح , يجب أن أعرف الليلة ". " الآن؟ الآن؟". " الأمر متروك لك , يمكنا العودة ألى المكسيك في أسرع وقت ممكن سوف نتزوج هناك في كنيسة الوادي الصغيرة .... وبمباركة الأب دومنكو نفسه , ومن المؤكد أن صهرك ولوسي مدعوان على الرحب والسعة لحضور حفلة الزفاف , وبالطبع , سوف أهتم بتذاكر السفر وكافة النفقات". نظرت أليه بشغف وهيام قائلة: " رافاييل , رافاييل! أنك لا تدري مدى السعادة التي منحتني أياها". ضمها بقوة ألى صدره وسألها بحرارة : " وأنت , يا حبيبتي؟ ألا تريدين أسعادي؟". " هذا ما أريده وأطمح أليه". ولكن رافاييل ظل ممسكا بها بعض الوقت ثم أبعدها عنه برفق قائلا: " سوف ننتظر , أذهبي الآن ألى سريرك , يا حبيبتي! أذهبي قبل أن أغير رأيي لأسباب أنانية!". بعد أربعة أسابيع , تزوج رافاييل وميراندا في تلك الكنيسة الصغيرة , حضر الأحتفال جميع القرويين , بالأضافة ألى أفراد عائلة كويراس وأقربائهم , كانت ميراندا ترتدي الفستان الأبيض ذاته الذي أرتدته السيدة أيزابيلا يوم عرسها. وتولى بوب تقديم العروس ألى عريسها , فيما كانت لوسي أشبينة العروس ووصيفتها , حتى خوان بدا سعيدا للغاية بوظيفته الجديدة كمدير للممتلكات , وبالمنزل الجديد الذي يبنيه على بعد بضع مئات من الأمتار عن القصر , وتقرر أن تسكن معه أمه وشقيقتاه , ولاحظت ميراندا أن فالنتينا عادت ألى الواجهة , ومن المؤكد أن أمها سوف تقنعه قريبا بتجديد الخطوبة ......وبالزواج فور ذلك. بالنسبة أليها , كان رافاييل كل ما تحتاجه وتريده , لم تكن مهتمة أين يسكنان , فالقصر افسيح والبيت الحجري الصغير لا يختلفان كثيرا..... طالما أنه معها. توجها بعد ظهر ذلك اليوم ألى أكابولكو حيث أستأجر فيللا فخمة لتمضية شهر العسل . أستيقظت صباح اليوم التالي لتجده مستلقيا قربها , يراقبها بمحبة وسعادة فيما علت وجهه أبتسامة لطيفة , تمددت أمامه بأرتياح ثم سألته بغنج ودلال : " ما رأيك , أيها الحبيب ؟". طوقها بذراعيه القويتين , ثم وضع رأسه على صدرها وتمتم بشغف : " أوه , ميراندا, ميراندا! أنك رائعة! ولا بأس في أن يصفني البعض بأنني من الطراز القديم , فقد شعرت بسعادة فائقة عندما تبين لي..... أنني أول رجل في حياتك , أنني أحبك ألى الأبد". " أنت الأول والأخير أيها الغالي".
تمت | |
| | | الهام المصرى [ كبار الشخصيات ]
عدد المساهمات : 980 نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 4742 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 29/06/2014 العمر : 26
| موضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد الخميس سبتمبر 18, 2014 3:13 am | |
| تسلم ايدك على مجهودك المميز الله يبارك تعبك | |
| | | علا المصرى موسس المنتدى
عدد المساهمات : 12249 نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 20021 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 16/05/2014 العمر : 30
| موضوع: رد: رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد الخميس سبتمبر 18, 2014 11:35 pm | |
| يسود الهدوء اروقة الصفحات لمروركم العذب فكلماتكم تخرج من القلب لكي تحفزنا الي المزيد والتقدم والرقي اشكركم كل الشكر لمجهودكم الجميل الذي لا يقدر احد ان يتجاهله خالص ودي | |
| | | | رواية عنيد - آن ميثر - روايات عبير القديمة (كاملة) _عنيد | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |