أيها الزوج: تحكم في عصبيتك تحفظ صيامك
أول يوم رمضان أصعب أيام الصيام على زوجك ، خاصة إذا كان مدخناً أو مدمناً على شرب المنبهات كالقهوة والشاي ، حينها يكون شديد العصبية لا يقوى على كبح جماح نفسه .
رغم أنه لا يوجد دليلاً علمياً على أن الإنسان في رمضان يشعر بعصبية أكثر لأنه ممتنع عن الطعام، كما يوضح الدكتور عبدالله السبيعي استشاري الطب النفسي زميل الكلية الملكية للأطباء النفسيين في كندا ، إلا أنه يؤكد أن الإنسان يكون متوتراً غالباً عندما يشعر بالعطش أو الهم، أو الجوع، أو الألم. لذلك هو في حاجة لتذكير نفسه أنه صائم.
طلاق عاطفي
لعصبية أي من الزوجين أثناء الصيام وشهر رمضان آثار سلبية على العلاقة برمتها ، إذ يقول استشاري الطب النفسي ، لصحيفة " الحياة " : " لا شك أن العصبية من أي من الزوجين تؤدي إلى برود العلاقة العاطفية الزوجية بينهما وهذا على المدى الطويل قد يؤدي إلى ما يسمى بالطلاق العاطفي ، لأن الطرف الآخر يحاول الابتعاد خوفاً من إثارة عصبية شريك حياته، وقد يبحث حتى عن وسائل شرعية أو غير شرعية لتوفير الحاجات النفسية له، ما يؤدي إلى المزيد من البعد والجفاء".
في السطور التالية قصص وحكايات واقعية من أمام المحاكم. لعلنا نجد فيها أجراس إنذار للأزواج العصبيين المتوترين والممتنعين عن التدخين أيضاً في شهر رمضان ، حتى ينتهبوا مبكرا إلى ما قد يترتب علي العصبية وتجنب السيجارة ، حتى تمر الأزمات بسلام ونقضي شهرا مباركا وسعيدا علي الأمة الإسلامية جمعاء.
تقول "م. أ" : تعرفت علي زوجي الذي يعمل مهندسا بإحدى شركات المقاولات الكبرى، استمرت علاقتنا بضعة أشهر تزوجنا بعدها، وفجأة تبدل حاله وبدأت الخلافات تدب بيننا مع بداية شهر رمضان نتيجة امتناعه عن التدخين في فترة الصيام مما أدي لكثرة المشاحنات غير المبررة بحجة العصبية، وبالفعل طلقني في لحظة اندفاع والسبب في النهاية التدخين.
أما "ع. ح".. موظفة تحكي قصتها بنبرة حزينة: عمر زواجنا ثلاث سنوات، هو مدير إحدى الشركات، التقينا عن طريق أحد معارف الأسرة بعد أن قال فيه قصائد "شعر" لأنه ابن أحد أقاربه، لكن مع بداية شهر رمضان بدأت الخلافات الزوجية بحجة امتناعه عن التدخين خلال فترة الصيام ، وقد تسببت تلك العادة السيئة في انهيار حياتي.
المرأة أكثر صبراً
إن المرأة ناعمة ورقيقة بطبيعتها، تحب اللطف في المعاملة واستخدام الكلمات الجميلة في المحادثة، وهي كما زوجها، تصوم عن وجباتها المفضلة وفنجان القهوة او الشاي الذي لا تستطيع تكملة يومها من دونه ، هذا ما تؤكده رانيا حمدان الاختصاصية الاجتماعية .
وتضيف : ومع ذلك لا تتلكأ في القيام بواجباتها داخل المنزل وخارجه، خاصة في المطبخ، حيث تصرف وقتا طويلا في إعداد ما يروق للزوج من إفطار وما يرغب به، إذن ليس بالأمر الغريب والطلب العجيب أن يتفهم الزوج طبيعة زوجته ويغدق عليها مشاعر الود والرحمة، التي توفرهما له أصلا وبشكل دائم، سواء في رمضان أو الأشهر الأخرى.
وتنصح الاختصاصية الاجتماعية الأزواج بعم التعذر بالصوم وتجنب إصرارهم على أنهم في صيامهم، لا جلد لديهم على مسايرة نسائهم إذ تكفيهم لائحة متطلباتهن اليومية. مؤكدة أن هؤلاء هم الأزواج الأنانيون الضعفاء، الذين لا يفكرون إلا في أنفسهم وبطونهم الخالية وموعد الإفطار، متناسيين أن الزوجة هي المرأة الوحيدة التي ترعى مصالح الرجل الشخصية وتصوم مثله ولها نفس احتياجاته وطلباته .
نصائح للزوج الصائم
لا جدل أن رمضان شهر المحبة والتآلف الأسري ، لذا اعمل جاهداً عزيزي الزوج على ضبط عصبيتك كي لا تفقد ثواب الشهر واستقرارك الأسري في آنٍ واحد ، إذا كنت لا تجد السبيل إلى ذلك ، يقدم لك الدكتور محمد رمزي، اختصاصي علم النفس ، مجموعة من المحاذير تساعدك على البعد عن العصبية ودعم زوجتك بالحب والتفاهم في رمضان :
لا تعتبر أن ما يطلب منك كثير ويحتاج إلى بطولة، فقط تعامل مع زوجتك كما تريدها أن تعاملك
لا تكثر من طلباتك أثناء صيامها ولو كان ذلك في حدود واجباتها المنزلية، فرفقك بها يوقظ فيها محبتها واحترامها وتقديرها لك، وقد يدفعها أيضا لأن تنفذ لك ما لم تطلبه منها.
إن كان في بالك طعام ما أو طبق حلوى معين، لا تستخدم في ذلك أسلوب الأمر كونك رجل البيت وسيده وطلباتك مطاعة، بل صارحها بما في بالك واترك لها حرية التنفيذ أو الرفض.
لا تنتقد طريقة طهوها للطعام أو قلة ملوحته أو تبهيره بعد أن قضت وقتا طويلا في إعداده، الأفضل أن تطلب منها قارورة الملح والبهار فتفهم مغزى طلبك وتصحح الخطأ في اليوم التالي.
لا تتكاسل في توزيع مهام العمل والمسؤوليات الزائدة في الشهر الفضيل. شاركها في كل الأدوار لكي تخفف عنها وعنك الكثير من الأعباء النفسية خلال يوم الصيام.
لا تفاجئها بدعوة قريب أو صديق للإفطار، بل حدد معها الموعد واستعدا له بنفسية سليمة وكريمة.
بعد الإفطار والانتهاء من واجبات الصلاة، لا تتخل عن فكرة خروجك معها للمشي أو لتناول مرطبات و حلويات عند الأهل أو في مكان يليق بالشهر.
لا تنس أن زوجتك مخلوق حساس، دواؤه المعاملة الحسنة والاحترام والتقدير.
لا تتناس هذه المحاذير بعد انتهاء شهر الصيام، بل استمر في تطبيقها لأن زواجكما عبارة عن شراكة تعاونية، أساسها الود والاحترام المتبادل والتعاون وتحمل المسؤولية في كل الأزمان والأمكنة.
دور الزوجة
عزيزتي الزوجة زوجك وحده ليس المسئول عن عصبيته ، بل أنت شريكة معه فيها باستفزازك له ، أو بعدم تقبلك الأمر ببساطة حتى يمر على خير وتتركي العتاب لوقت آخر . إليكِ مجموعة من النصائح تساعدك على التقليل من عصبية زوجك :
لا داعي للنكد في شهر رمضان ، تقبلي عصبية زوجك بصدر رحب والتمسي له الأعذار ، يمكنك معاتبته في وقتٍ لاحق عندما يكون أهدأ .
اعتمدي الرقة واللطافة في معاملاتك معه ، لتكسبيه من جهة ومن جهة أخرى تفرضي عليه المعاملة بالمثل بصورة غير مباشرة.
تحضري جيدا لكل يوم من أيام الصيام، قدمي له الوجبات التي يحبها وليكن الطعام جاهزا على المائدة مع حلول موعد الافطار.
لا تتخميه بالطعام فيتكاسل وتهبط عزيمته، ولا بالمصروف فيتوتر ويقلق، بل ركزي كل يوم على نوع مغذ من الحساء وطبق آخر قليل الدسم لينام على معدة خفيفة، وتذكري أن التمر والألبان والعسل تخفف العصبية وتساعد على النوم.
لا تفرضي عليه مائدة أهلك «الأشهى» من مائدة أهله، بل اتركي له حرية الاختيار.
حدثيه بأمور الصيام والعبادة، وانه يصوم لنفسه وان يتوتر ويشعر بالعصبية فعليها، والصبر على الجوع له حسنة وهو نوع من التطهير والصحة للنفس وللجسد وللفكر
منقول