ولأن كل ما ينبع من القلب يؤثر سريعاً في قلوب الآخرين ؛
اخترت لكم بعضاً من فيض الكلمات
كان مصدرها قلوب صافية
تود الخير للجميع ؛ و تحب لهم ما تحبه لها .. إذا ضاقت بك الدنيا و ادلهمت عليك همومها ؛ فتذكر أن لك رباً رحيماً
يسمع نجواك ؛ و يجيب دعواك ؛
فارفع أكف الضراعة إليه ؛ و ابتهل واخشع ؛
و سرعان ما ينجلي السواد عن دنياك .
إذا افتقدت الطريق الذي تشعر معه بدفء القرب من الله
فهذا يعني أنك على حافة هاويةٍ من الضياع،
فتوقف على الفور ولا تواصل السير في دروب الضياع
حتى لا تنزلق قدمك في تلك الهاوية السحيقة،
واستجمع قوى التوبة والإنابة إلى الله في قلبك
لعلك تفلح في التماس الطريق نحو الله والجنة مجدداً،
حيث به تكون النجاة ولا نجاة لك إلا به.
تذكر أنك عابر سبيل في الحياة ؛ فأحسن القول و العمل
لتخلد لك ذكرى حسنة ؛ تدفع الأحياء للترحم عليك و الدعاء لك بالمغفرة والرضوان
مزيد من التعمق في الدنيا يعني المزيد من البعد عن الله والدار الآخرة،
فاستدر بنفسك عن هذه الطريق الموحلة التي لن يصيبك من وحلها إلا هوان القلب
وعداوة الخلق وحيرة البال وضياع العمر ثم يأتيك الموت على حين غرة
وأنت منغمس في كل هذه الألوان من البلايا، فهل يا تُرى يمكنك الخلاص من هذا التردي
في لحظة خاطفة لكي تدرك بنفسك حسن الخاتمة؟!
هيهات هيهات حين مناص!!
فإن القلب الذي يُثقل بهموم الدنيا لا تجد هموم الآخرة له سبيلاً،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
من المستحيلات استيعاب أماني طول الأمل خلال ما قسمه الله لنا من قصر العمر،
فاجمح زمام نفسك عن مواصلة السير وراء الأوهام،
( وهذا لا يعني أن تحيا بلا هدف أو أمل ) بل احرص على ما ينفعك من عملٍ صالحٍ
تنجو به يوم القيامة من هول يوم المحشر، واستعن بالله ولا تعجز،
فإنما الأمر صبر ساعةٍ يعقبها نعيم لا يحزن المرء بعده أبداً.
ضع نصب عينيك هدفاً سامياً ؛ و اسعَ له بكل إخلاص
وليكن في سبيل مرضاة الله ؛ حتى تنال التوفيق منه عز و جل .
حياة القلب بطاعة الله نبع من الحياة لكل من يحيط بصاحب هذا القلب من حوله،
فهي حياة لنفسه وحياة لأهله وحياة لأصحابه وحياة لمجتمعه الذي يعيش فيه؛
لأنه لو لم يكن يملك قلباً حيّاً ما دلّهم على خيرٍ ينجيهم،
ولا حذّرهم من شرٍ قد لا تتجلى لهم عواقبه الوخيمة إلا يوم تبلى السرائر
فما لهم من قوة ولا ناصر،
فليحمد الله كل من رزقه الله صحبة عبدٍ صالحٍ يملك مثل ذلك القلب الحي.
من صاحبك لدنياك فكن على حذرٍ فوريٍ منه،
فإنه صلاحية صحبته تنتهي فور انقضاء حاجته الدنيوية منك،
بل لعله ينقلب عليك عدوّاً وحاسداً لما رآه عليك من نعم الله تعالى،
أما من صاحبك لدينك ولم يرغب في دنياك، فعضَّ على صحبته بالنواجذ
لأن بركتها تمتد إلى قيام الساعة، بل يظلك الله بصحبته في ظلّهِ يوم لا ظلَّ إلا ظلّه.
يا ترى هل ما نحياه في هذه الدنيا هو الحقيقة أم أنه الحلم والخيال الذي يسرق أيام عمرنا
دون أن نشعر لنواجه على حين غرّة الحقيقة المفزعة التي سوف نستيقظ عليها
يوم الفزع الأكبر حين البعث والنشور؟!
أكاد أصرخ في كل ما حولي من ديكورات وخلفيات هذا الحلم الذي نعيشه
أن انكشفي فما وراءك من أهوال أشد بكثير من إغراءاتك السفيهة _ سريعة الزوال _ والتي
لا تورث صاحبها إلا خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
الله أرحم الراحمين، فعطاؤه رحمة ومنعه رحمة وإمهاله رحمة وابتلاؤه رحمة،
فكم أعطانا ليهب لنا الأمل، وكم منعنا لينجينا من الزلل،
وكم أمهلنا لعلنا نسترجع، ولم يبتلينا إلا لكي نتوب ونرجع،
فكل أمره مع عباده رحمة، وكل شأنه في تدبير أمورنا رحمة فوق رحمة،
فما أقسى هذه القلوب التي ابتعدت عن الالتصاق بمنبع هذه الرحمة!!
وما أشد جرم هذه النفوس التي أبت الاستجابة لداعي هذه الرحمة،
وذلك حينما فتح أمامها أبواب التوبة ليرحمها من لهيب ذنوبها ومعاصيها،
فرحماك ربي ثم عوداً إذ كيف نتجافى عن رحمتك ونحن أحوج ما نكون إليها؟!
وكيف نعرض عنك وقد فتحت أمامنا أبوابها وأنت الغني عنَّا،
فاغفر اللهم زلتنا واغسل حوبتنا واسلل سخائم قلوبنا وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
وهب لنا من رحمتك ما ينجينا من شر نفوسنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
بين الدنيا والآخرة مأساة تتكرر وفجيعة تتوالى، فتجد الدنيا في إدبارٍ دائمٍ
وعلى الرغم من ذلك تجد الخلق يهرولون وراءها ويبذلون مهجتهم في سبيل تحصيلها،
في حين أن الآخرة في إقبالٍ آزفٍ غير أنهم لا يكترثون بها!!
وبين دفتي رحيل الدنيا وإقبال الآخرة طامة كبرى وآزفة تجعل القلوب لدى الحناجر كاظمين،
فهل من مبصر لهذه الحقيقة قبل فوات الأوان؟! وهل من منتزع لنفسه من براثن الغفلة
قبلما يحل البلاء الهوان ؟! فإن كل مبررات الغفلة ليس لها يوم القيامة أي حظ أو نصيب،
وإنما تحل محلها فقط الحسرة والندامة!! فهل من مسترجع؟!
بداية طريق الزلل خطوة تتغافل فيها عن تقوى الله، وتهون الأمر على نفسك
مبرراً لها التجاوز بأي وجه من الوجوه، ومن ثم يعرف الشيطان كيف ينتقل بك من خطوة
إلى أخرى حتى تجد نفسك في نهاية المطاف قد وقعت في هاوية سحيقة من الانزلاق!!
فاجمح زمام نفسك عن غيها بكثرة ذكر الموت وما يتلوه من ظلمة القبر
وفوات فرصة الحياة كلها واستحالة عودة أي لحظة منها لتدارك التوبة!!
واعلم أن صبر ساعة الدنيا يهيئك برحمة الله للفوز بنعيم الآخرة الذي لا ينقضي،
فاستجمع قوى نفسك واعزمبها على تقوى الله تكن من المفلحين.
التقييد عن فعل الخيرات علامة عدم التوفيق من الله، أما سألت نفسك لم ذاك ؟!
لابد من وضع خارطةٍ لنفسك، توضح لك معالم الطريق نحو النجاة بها إلى رضوان الله تعالى،
إذ ستقف من خلال هذه الخارطة على مواطن الضعف والخلل في نفسك فتجتنب أسبابهما،
وستستشعر مواطن الخير فيها فتنمي مصادرها،
وبذا تكون النجاة بعد توفيق الله تعالى وبحمده.
[b][/b]