سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... أما بعد:
فيشتكي بعض المتزوجين من بعض الأمور المتعلقة بالحياة الزوجية وإليك بعض طرق إصلاح ذلك فيما يلي :
الأولى / تذكر نعمة الزواج وأن الشيطان حريص لإفساد هذه النعمة قال تعالى {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} [البقرة: 102] وعن جابر قال: قال صلى الله عليه وسلم :" إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجىء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا قال ثم يجىء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته - قال - فيدنيه منه ويقول نعم أنت " أخرجه مسلم
الثانية/ لأجل سعي الشيطان لإفساد الحياة الزوجية فقد لا توجد المحبة إلا بعد سنة فلا تستعجل فإن العجلة من الشيطان ، وذم الله العجلة بقوله {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا } [الإسراء: 11]
الثالثة/ إذا كره أحدهما من الآخر شيئاً بحث عن شيء آخر يحببه فيه قال صلى الله عليه وسلم :" لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر " أخرجه مسلم
الرابعة / إذا كره أحدهما الآخر فليصبر فلعل الله قدر خيرا لم يحتسبه في ولد أو غير ذلك {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19]
الخامسة/ الواقعية في معرفة الحياة الزوجية ، فليست الحياة الزوجية حياة لعب ومرح فحسب كما يتصور المراهقون والمراهقات ففرق بين أن تكون الفتاة بنتاً في بيت أهلها وزوجة في بيت زوجها وهكذا الزوج .
السادسة / معرفة الزوجة أن القوامة والطاعة للزوج قال تعالى{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } [النساء: 34] ، وكذا شفقة الزوج ورحمته للمرأة لحديث :" استوصوا بالنساء خيرا " متفق عليه
السابعة / لأن للزوج القوامة فلابد من مداراة زوجته ومحاولة إصلاح ما فيها من نقص لحديث " فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج" متفق عليه
الثامنة/ المرأة محل استمتاع للزوج فلتتزين وتتحسن له أكثر أو مثل تحسنها للتجمعات النسائية ، وكذا الزوج لا يهمل التجمل والتطيب لها قال تعالى {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ } [البقرة: 228]
التاسعة / مما يديم الحياة الزوجية حياة سعيدة قوة شخصية الزوج على الزوجة لتتم القوامة المصلحة للحياة الزوجية فلا يضعف الزوج شخصيته بدافع أن يكون رومانسيا – كما يقال - ولكن معتدلاً في قوته ومن غير جبروت .
العاشرة / تجديد المحبة الزوجية بين الزوجين بالهدايا قال عليه السلام " تهادوا تحابوا " (الأدب المفرد وحسنه الحافظ )
الحادية عشرة / انشغال المرأة بزوجها وعدم الانشغال عنه بالأولاد أو أولاد الأولاد سبب رئيس لدوام المحبة
الثانية عشرة/ مما يديم الحياة الزوجية حياة سعيدة نداء كل من الزوجين للآخر بأحب الأسماء إليه سواء كان كنيته أو غير ذلك ، وكذا التلفظ لا سيما عند الناس بألفاظ التقدير والاحترام { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} [الإسراء: 53]
الثالثة عشرة/ عدم كفران الزوجين حسن عشرة الآخر لاسيما عند الناس وبعد طول عمر فهذا أكثر ما يدخل النساء النار .
الرابعة عشرة / أن إظهار كل زوج محبته للآخر ما بين حين وآخر سبب مهم للسعادة الزوجية قال صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب الرجل الرجل فليخبره أنه أحبه " (أحمد) .
الخامس عشر/ اهتمام الزوجة بالأولاد سبب لمحبة الزوج ففي الصحيحين أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:" نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده "
السادسة عشرة/ من أعظم أسباب إفساد الزوجات غيرتها من صديقاتها وقريباتها ، ومما يسهل هذا عليها فرحها مما عندها مما ليس عندهم، وقناعتها بما عندها من خير، ومقارنة نفسها بمن حرمت نعمة الزواج ، أخرج مسلم عن أبى هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله "
السابعة عشرة / يكثر كذب النساء بعضهن على بعض فيما يتعلق بسعادتها في حياتها مع زوجها ، وكذا الرجال مما يفسد الحياة الزوجية على المكذوب عليهم فليكن الزوجان حذرين فطنين .
الثامنة عشرة/ مما يفسد الحياة الزوجية أن الزوجة الأولى لا تتحمل زواج زوجها عليها فتترك زوجها ، وهذا خطأ بل المفترض أن تتعلق بزوجها أكثر، وترغبه فيها أكثر مع تذكر أن هذا مما أباحته الشريعة .
التاسعة عشرة/ إذا وقعت خصومة بين الزوجين فليتقيا الله وليرغبا في الإصلاح فإنه سبب عظيم للصلح { إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35] ومقتضى هذا التنازل والتسامح .
العشرون / إن الدعاء من أعظم أسباب السعادة الزوجية وحب كل واحد للآخر {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]
الحادية والعشرون/ إن اجتماع الزوجين على المحرمات كالنظر إلى الحرام أو سماع الحرام سبب لفساد حياتهما فإن كل بلاء سببه المعاصي والذنوب قال تعالى { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165]
أسأل الله أن ينفع بهذه القواعد الزوجية لتعمر حياة المتزوجين من المسلمين بالمحبة والألفة والتعاون على طاعة الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول