الإعجاز اللغوي للقرآن:
معجزات الأنبياء السابقين كانت تأتي من جنس مانبغ فيه قومهم ,في عهد سيدنا موسي عليه السلام نبغوا في السحر , وفي عهد سيدنا عيسي نبغوا في الطب وفي عهد سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم نبغوا في الفصاحة والبيان.. ونزل القرآن يتحداهم في نبوغهم "فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين"
حاول بعضهم الآتيان بمثل آياته مثل مسيلمة الكذاب, المتنبي ,أبي العلاء المعري
ولكن محاولاتهم بائت بالفشل "وإن كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فأتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين"
خصائص إسلوب القرآن الكريم:
1_مسحة القرآن اللفظية
(أ)جماله الصوتي: إتساق حركاته وسكناته, ومداته وغناته إتساقاً عجيباً لا يرقي إليه أي كلام أخر منظوم أو منثور ..هذا الجمال الصوتي أسر الأذان العربية أيام نزول القرآن فوصفه الوليد بن المغيرة بأنه شعر ولكن سرعان ماأدرك خطأه فقال وماهو هو بالشعر إنه سحر.
(ب)جماله اللغوي: ترتيب حروفه وكلماته ..إنك لو إستمعت إلي حروف القرآن خارجة من مخارجها الصحيحة تبعاً لعلم التجويد لشعرت بلذة جديدة . فحرف يظهر وحرف يهمس وحرف يجهر.
2_تذوق العامة والخاصة له:
إذا قرئ علي العامة أحسوا بحلاوته وفهموا منه علي قدر إستعدادهم , وإذا قرئ علي الخاصة يتذوقون حلاوته ويفهمون منه أكثر من العامة.
3_إرضاؤه للعقل والعاطفة معاً :
الإستدلال العقلي علي البعث والإعادة وإمتاع العاطفة في الآية "ومن آياته أنك تري الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتي إنه علي كل شئ قدير"
ويأتي بالعظات البالغات ويدعو إلي التمسك بالعفة والشرف في قصة سيدنا يوسف "وراودته التي هو في بيتها وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون"
4_الربط المحكم بين كلماته وآياته وسوره:
ترابط واضح بين كلمات الجملة الواحدة, وبين جمل السورة الواحدة رغم الإختلاف في الغرض مابين تشريع إلي جدل إلي قصص إلي وصف
5_براعته في تصريف الكلام:
يعرض المعني بطرق مختلفة وألفاظ مختلفة مثل طلب الفعل بصيغة الأمر أو وصفه بالفرضية أو أنه واجب علي المكلفين ومثل النهي عن الفعل بلفظ "لا" أو وصفه بالحرمة أو الإتيان بمادة النهي.
6_الإيجاز في اللفظ مع الوفاء بالمعني:
الآيات تتسم بالقصر مع وضوح المعني وجلاله " آلر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير"
من كتاب أصول الفقه أ.أنور دبور