عاشقة الجنة [ مدير الموقع ]
عدد المساهمات : 2829 نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 7352 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 27/09/2015 العمر : 56 الموقع : مصر
| موضوع: اللهم أعطِ منفقاً خلفاً السبت أبريل 23, 2016 5:05 pm | |
| اللهم أعطِ منفقاً خلفاً فلقد أوجب الله تعالى على المسلميين الإنفاق فى سبيله ووعدهم على ذلك أجرا عظيما وبين لهم فضل عملهم هذا فقال تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) . وقال تعالى : (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسناً فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون) . فالأنفاق فى سبيل الله يزكي النفس ويطهرها من الذنوب والشح الذميم وبهذه التزكية يرتقي الإنسان في معارج العطاء ولذلك كان العطاء من صفات الله عز وجل وهو أيضا تطهير للنفس من العبودية لغير الله تعالى وابتغاء لها واستعلاء ونجاة من البخل الذي يهبط بالعبد إلى مدارك العبودية للمال وصدق الله العظيم إذ يقول ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) . والإنفاق في سبيل الله هو في الحقيقة حفظا للمال وزيادة له وليس نقصان له وإتلاف كما يظن البعض لقوله تعالى ( وما انفقتم من شئ فهو يخلفه وهوخير الرازقين ) ولقوله صلى الله عليه وسلم " وما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعطِ منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم اعط ممسكا تلفا " متفق عليه . والإنفاق في سبيل الله جهاد عظيم وقدمه الله على الجهاد النفسي في القرآن ما يقارب تسعة مرات وذلك لأهميته العظمى والمال لا تظهر فائدته إلا بالإنفاق في المصالح النافعة أما كنزه وجمعه وعبده فهو قتل له وحرمان لثمراته من أن يظهر ولخيراته من تزهر ولطاقاته من أن تتحرك وتنتج والممسكون معطلون ومتلفون ومحرومون وجماعون لغيرهم رواه البخاري ومسلم . يقول بن القيم رحمه الله في شأن الصدقة :<< إن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع البلاء حتى ولو كان من فاجر أو ظالم بل من كافر فإن الله يدفع بها عنه أنواع من البلاء>> . فينبغي للمسلم أن ينفق ويتصدق ولا يمسك عن الإنفاق والبذل وليحرص على أن يكون عمله هذا خالصا لوجه الله تعالى لا رياء ولا سمعة أو طمعا بمنافع دنيوية من سمعة وثناء وألا يتبع صدقته بالمن والأذى لمن أعطاه وتصدق عليه لأن الإنسان لا ينفق لأحد إنما ينفق لنفسه هو فإن يبخل فإنما يبخل لنفسه وإن أنفق فعلى نفسه ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء ) ولا يمسك الإنسان ويبخل خشية الفقر فإن الله تعالى قد تكفل لمن أنفق في سبيله في الخلف يقول تعالى : ( وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين) ويقول صلى الله عليه وسلم ( ما نقصت صدقة من مال بل تزده بل تزده ) رواه مسلم . إن الكثيرين من الناس اليوم عندهم المال الضائع والتالف أحب إليهم من المال الباقي ، ومال وارثهم أحب إيهم من أموال أنفسهم وذلك لأن ما يبذلونه على شهواتهم اسرافاً وتبذيراً مال تالف وهم يحبون ذلك ، وما ينفقونه في سبيل الله مال باق ونام ، إذ ينميه الله حتى تكون الحبة كالجبل ، وهم يكرهون ذلك ولا تندفع نفوسهم إلى ادخاره عند الله وتخليده في خزائه رحمته وفضله ، والذين يبخلون عن الإنفاق في وجوه الخير إنما يكنزون أموالهم لوارثهم وهم يحبون ذلك ، فمال وارثهم أحب إليهم من مالهم لأ، ما يجمعونه بالكد والجهد سيأخذه الوارث بالراحة التامة من غير تعب ولا جهد ، وهذا ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه فقال لهم : " أيكم مال وارثه أحب إيه من ماله ؟ قالوا : يا رسول الله ما منا من أحد ماله أحب إليه ، قال : فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر ". نماذج وقدوات في البذل والعطاء روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كان لي مثل أحد ذهباً لسرني أن لا يمر على ثلاث ليال وعندي منه شئ إلا أرصده لدين " . وروى البخاري ومسلم أيضاً عن جابر رضي الله عنه قال : " ما سئل رسول الله صلى الله عليه شيئاً قط فقال لا " . وعلى هذا الدرب سار أصحابه من بعده وكذلك السلف الصالح من التابعين ومن بعدهم فقد أنفق أبو بكر الصديق رضي الله عنه ماله كله في إحدى المناسبات ، وأنفق عمر نصف ماله وجهز عثمان جيش العسرة بأكمله . وباع طلحة بن عبيد الله أرضاً له إلى عثمان بن عفان بسبعمائة ألف درهم فحملها إليه فلما جاء بها قال : إن رجلا تبيت هذه عنده في بيته فلا يدري ما يطرقه من أمر الله لضرير بالله ، فبات ورسله تختلف بها في سكك المدينة توزعها حتى أسحر وما عنده منها درهم. وكان دخل الليث بن سعد في كل سنة ثمانين ألف دينار ، وما أوجب الله عليه زكاة درهم قط ، وذلك لأنه كان ينفقها قبل أن يحول عليها الحول . وأتت ابن عمر إثنان وعشرون ألف دينار في مجلس فلم يقم حتى فرقها . وكان مورق العجلي يتجر فيصيب المال فيفرقه على الفقراء والمساكين ، وكان يقول : لو لاهم ما أتجرت . و كانت السيدة عائشة-رضى الله عنها-تضع الردهم فى العطر قبل أن تتصدق به فلما سؤلت عن ذلك قالت هذا الدرهم لله فكيف لا تكون رائحته طيبة.
| |
|
امين عضو متميز
عدد المساهمات : 2834 نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 9239 السٌّمعَة : 250 تاريخ التسجيل : 01/01/2010
| |
عاشقة الجنة [ مدير الموقع ]
عدد المساهمات : 2829 نٍقـآإطٍـِـِ/يٌ ||~: : 7352 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 27/09/2015 العمر : 56 الموقع : مصر
| موضوع: رد: اللهم أعطِ منفقاً خلفاً الأحد يوليو 17, 2016 11:01 pm | |
| سررت بمروركم الطيب شكرا لكم من القلب | |
|