حرِّك قلبك بالقرآن
تبيتُ وفي صدرك أسى على أن صاحبك سبقك في رمضان في قراءة القرآن بعدة أجزاء.
وتصرُّ على شيء واحد فقط، وهو أن تلهث وتتعب حتى تلحق به.
كما يصر الواحد منا على أن يدرك رجلًا سبقه في الطريق قبل أن يغيب عن ناظريه.
ولم تبت يوماً وفي صدرك أسًى على أن أحداً ما سبقك في رمضان في التَّدبر.
وتغير به وجهه، وبان عليه من قراءته السكينة، وتأدبت بهِ طباعُه.
وشعر أنه يقرؤه هذه المرة كأنه يقرؤه لأول مرة، وأن هذه القراءة فعلت فعلها به فلم يعد كما كان.
هذا الذي قرأ القرآن وفتح له نوافذ وجدانه وحرَّك به قلبه.
ووقف عند عجائبه.
وتأثر بما فيه من وعد ووعيد.
هو من عاد للقرآن في رمضان بكل كيانه
هو من تذكّر عندما قرأ واتقى.
ولم يكتف بأن تجري عيناه على السطور بطريقة عصبية وقلب لاهٍ لا يعي.
عد عوداً حميداً للقرآن، عوداً يليق بكلام الله سبحانه.
فعش معه وعش به، ولا يكن همك أن تنتهي منه.
إن في هذا القرآن حياتَك ونجاتَك، ولعل تلاوتك الطيبة له تشفع لك يوم القيامة.
ولو تركته له أن يلمس قلبك وأنت تقرأ، ستصعب عليك اللحظة التي تتوقف فيها.
كما يصعب عليك انقضاء أي وقت جميل مرَّ مع ما تحب بعد طول غياب.
كما يصعب على أصحاب الأراضي العطشى اللحظة التي يتوقف فيها الغيث وتسكت السحب.
.. حرِّك معهُ قلبك
كما تحرك معه لسانك.