فديتك بكل ماأملك
د.حياة بنت سعيد با أخضر
التطاول على الذات الإلهية وعلى جناب الرسل هو دأب أعداء الله منذ ظهور الشرك في عهد نوح عليه السلام.بعد توحيد خالص دام عشرة قرون كما أخبر ابن عباس رضي الله عنهما.وسبحان من جعل الوحي الشغل الشاغل لأتباع الوحي وأعدائه.وينقسم الأعداء إلى ظاهري الكفر ومنافقي الطوية . ونظل نعيش معهم نعمة الدفاع عن ديننا ونعمة إخلاص النيات والثبات وقت الفتن ونعيش أيضا نعمة السير في قافلة المنافحين عن الإسلام لنلتقي برحمة من الله بين يدي الرحمن يوم القيامة يجمعنا الدفاع عن دينه الخالد ومن عاقبة السوء التي يصبها الله على أعدائه أنه يستدرجهم بالنعم الظاهرة من قوة بشرية تحميهم ( وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لايقصرون) ووسائل إعلام تنشر لهم أتباع يزينون لهم أعمالهم فيستمرئون الباطل وينفثون سمومهم يمينا وشمالا ومن فرط طغيانهم وغرورهم يخرجون مكنون نفاقهم(قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون(وقضيتنا هذه الأيام أن أحد سكان مدينة جدة المدخل لمدينتي مقدستين" مكة والمدينة" ظهر على حقيقته متوشحا برداء حرية التعبير ذلك الصنم المقدس الذي يقدمه الليبراليون على كل شيء ليكون لهم متكئا لإلقاء قيح عقولهم وقلوبهم كلما وجدوا سانحة .هذا المدعو وضع في مكان إعلامي ليكتب كما أتيح لأمثاله وغيره يمنع فأزداد غيا ثم وجد الصفحات الاجتماعية فاعتقد أنه يغرد بعيدا عن الحساب والعقاب فطغى .كتب كغيره عن كل شيء يريده ويعتقده حتى وصل للذات الإلهية والحبيب صلى الله عليه وسلم ولكن كان الجميع له بالمرصاد لأنه نسي نفسه كثيرا واعتقد أنه كغيره بمنجى من العقوبة الدنيوية.ولكن الله تعالى الحكيم جعله عبرة لأمثاله وجعله فتحا للإسلام وجعله كاشفا لأغطية تغطي أمثاله ممن تعاقبوا للدفاع عنه وتبرير زندقته. ودافعا لقراءة كل كلمات أمثاله ممن تدثرت زورا وكذبا برداء الأدب تارة والثقافة أخرى والإبداع ثالثا وممن يتسمون بالنشطاء لتلقى مصير ماكتبه وتلقى مصير الحملة التي لحقته وما ذلك على الله ببعيد.
ونقف أمام سيل الدفاع الفطري عن الحبيب صلى الله عليه وسلم لنجد مصداق قول الحبيب صلى الله عليه وسلم "نصرت بالرعب مسيرة شهر" وتناثرت أخبار عن هروبه وخوفه رعبا . فكيف لوقابلت وأمثالك الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وشكاكم إلى الله تعالى في أذيتكم له ؟! لتعلموا يقينا أن شكوى الحبيب صلى الله عليه وسلم عن أذيتكم له هي تعدي على الله تقدس وتعالى فالنبوة اصطفاء واختيار فهل اختار الله تعالى رسولا خاتما لكتاب خاتم لدين كامل تصفونه بهذه الصفات ؟ وأنتم أيضا تشتمون نسائه أمهاتنا أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن .وشتم لأمته التي ستكون إلى قيام الساعة فلا نبي بعده.شتمكم وأذيتكم نقض للوحي كله وهو مقدس . ألا تعلمون أنكم بفعلتكم تقولون القرآن كاذب في الثناء عليه وكذا السنة ؟ أنتم تقدحون في كل الصحابة الذين عاشوا معه ورباهم وأثنوا عليه. أنتم تقدحون في الخلافة الراشدة فأبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم هم صحابته وهم من شهد لهم بالجنة. أنتم تقدحون في الفتوحات الإسلامية ودخول الملايين في الإسلام إلى الآن لأنهم اتبعوا رسولا تصفونه بخلاف ما آمنوا به . أنتم تقدحون في كل علماء المسلمين الذين سطروا العلوم المختلفة لكل العالم بنور الإسلام لأنكم قدحتم في الوحي كله.أنتم تقدحون في كل عقولنا وقلوبنا التي أحبت الله تعالى ورسوله حبيبنا صلى الله عليه وسلم . بماذا تردون يوم القيامة على النعم التي رزقكم الله إياها من نعمة الولادة على الإسلام ومن أبوين مسلمين وبيئة مسلمة وتعليم على الإسلام ؟( ونبلوهم فيما أتاهم).
ثم أنتم تقدحون في دستور بلادنا الذي قام على الوحي والتوحيد الخالص .أنتم تقدحون في ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين باستهانتكم بالدين وبالأوامر التي يصدرها وبالقوانين التي تقوم عليها بلادنا.
بالله عليكم يامن تطاولتم على حبيبنا صلى الله عليه وسلم ماهي ردودكم على على الكفار أصلا الذين امتدحوه؟سابقا ولاحقا ماهي ردودكم على الكتب التي سطرت في مدح حبيبنا صلى الله عليه وسلم.
أنتم بأفعالكم تكذبون الله تعالى ورسوله حبيبنا صلى الله عليه وسلم ووحيه وكل المسلمين منذ نوح عليه السلام فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( نحن الآخرون السابقون) ويقول "يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَب، فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَال لأمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَدٌ وَأُمَّتُهُ، فَتَشْهَدُونَ أَنَهُ قَدْ بَلَّغَ، وَيَكُونَ الرَسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً، فَذَلِكَ قوله جَلَ ذِكْرُهُ: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَاسِ وَيَكُونَ الرَسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )."رواه البخاري وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه.فهل شهادته صلى الله عليه وسلم كاذبة كما تدعون ؟!
وأخيرا فقط نريد إقامة شرع الله تعالى عليهم جميعا لنقفل باب الاستهزاء تماما بحكم قضائي من القضاء والمفتي العام.لننجو من عقوبة الله تعالى فليس بيننا وبين الله حسب ولا نسب وكل العالم من حولنا يموج في فتن وعقوبات.
كتبته:د. حياة بنت سعيد باأخضر
أستاذ مشارك بجامعة أم القرى