.. مـاذا عســاه أن يكون ســبب حزنــكـ
نصائح لمن تملك الحزن قلبها.. وكتم الهمّ نفسها. وضيّق صدرها.. فتكدرت
بها الأحوال .. وأظلمت أمامها الآمال .. فضاقت عليه الحياة على سعتها..
وضاقت بها نفسها وأيامها وساعتها وأنفاسها !
لا تحزني .. فالبلوى تمحيص .. والمصيبة بإذن الله اختبار ..
والنازلة امتحان .. وعند الامتحان يُكرم المرء أو يهان ..
مـاذا عســاه يكون ســبب حزنــكـ
ماذا عساه أن يكون سبب حزنك ؟
إن يكن سببه مرض فهو لك خير.. وعاقبته الشفاء ..
قال الله جل وعلا :{ وإذا مرضت فهو يشفين }
مـاذا عســاه يكون ســبب حزنــكـ
وإن يكن سبب حزنك ذنب اقترفته أو خطيئة فتأمل خطاب مولاك
الذي هو أرحم بك من نفسك
{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا }.
مـاذا عســاه يكون ســبب حزنــكـ
وإن يكن سبب حزنك ظلم حلّ بك من قريب أو بعيد ، فقد وعدك
الله بالنصر ووعد ظالمك بالخذلان والذل ..
قال تعالى في الحديث القدسي للمظلوم :
{ وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين }.
مـاذا عســاه يكون ســبب حزنــكـ
وإن يكن سبب حزنك الفقر والحاجة ، فاصبر وأبشر ..
قال الله تعالى :
{ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين }
مـاذا عســاه يكون ســبب حزنــكـ
وإن يكن سبب حزنك انعدام أو قلة الولد ، فلست أول من يعدم الولد..
ولست مسؤول عن خلقه ..
قال تعالى: {لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء
إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما }
فهل أنت من شاء العقم ؟
أم الله الذي جعلك بمشيئته كذلك ! وهل لك أن تعترض على حكم الله ومشيئته ! أم هل لاحد أن يلومك على ذلك ..
إنه إن فعل كان معترضاً على الله لا عليك ومغالباً لحكم الله ومعقّـباً عليه ..
مـاذا عســاه يكون ســبب حزنــكـ
فعلام الحزن إذن والأمر كله لله !
لا تحزني مهما بلغ بك البلاء ! وتذكري أن ما يجري لك قضاء يسري ..
وأن الليل وإن طال فلا بد من الفجر !