كلام العشاق.. وكلام الأزواج!!
يكتب
نزار قباني، ويغني الناس من خلفه رجالا ونساء حبًا وعشقًا:
أحبيني بلا عقد..
وضيعي في خطوط يدي..
أحبيني لأسبوع..
لأيام.. لساعات
فلست أنا الذي
يهتم بالأبد..
الناس يغنون فقط ولكن لا يقبلون هذا الكلام بعد أن يغلقوا الكاسيت، فعلى الأقل لا توجد امرأة تقبل هذا النوع من الحب..
«حب الإكسبرس».. وهو ما يمكن أن يقبله الرجل أحيانا.. فالمرأة ترفض حب المسافات القصيرة.. فهي تريده حبا طويل الأمد.. بينما يفضله الرجل أحيانا، كما يفضل رحلاته القصيرة. يريده لأسبوع، أو لأيام، أو لساعات. كما يفعل عندما يذهب لمكتب السفريات، ويطلب من موظفة الحجز أن تحجز له، فهو يريد أن يحجز قلبا لمدة أسبوع كما يحجز غرفة أو «سويت«!!.
فالحب في حياة الرجل رحلة قصيرة، أو محطة صغيرة ينطلق بعدها إلى رحلاته أو محطاته... لا فرق، بينما عند المرأة يكون الحب هو كل رحلاتها، رحلتها الأولى والأخيرة، أو رحلتها الأبدية. فإذا كان الرجل من نوع شاعرنا نزار قباني «لا يهتم بالأبد»، فهي على النقيض من ذلك، فالحب لديها إما أن يكون أبديا أو لا يكون!!
الحب لديها مشروع دخول للحياة، بينما هو لدى كثير من الرجال مشروع خروج أو «تخرج»، فهو لديه هوايات كثيرة، أحدها العمل في قلب امرأة أخرى بعد التخرج، أو «إكمال» دراسات عليا في قلب امرأة ثانية.. بينما أقصى أهداف المرأة بعد الحب أن تجد لها عملا في قلب زوج فحسب، بشرط ألا «تعمل» في هذا القلب واحدة أخرى؛ فهي لديها استعداد لأن تعمل بدرجة «موظفة» بسيطة في قلب زوجها الكبير على أن تعمل «مديرة» في شركة كبرى. كل ما تحتاجه هو قلب «كبير»، وأشياء «صغيرة».. كلمة حب صادقة ومشاعر غزل «تعلقها» كإكسسوارات في قلبها.
المرأة في الحب ليست لديها قائمة طويلة من الشروط، كل ما تريده هو أن يكون حالما.. عاشقا.. شاعرا بها لا بغيرها. يقول لها ما يقوله العشاق والمحبون بمعدل ٣ مرات في اليوم.. «قبل الأكل أو بعد.. لا فرق»... فهل يصعب أن تجد كل ذلك في زوج؟!
نظريا المسألة ليست صعبة أو سهلة بالأصح، فالكلام «ببلاش» وليس عليه «جمرك»، وعمليا المسألة ليست سهلة أو صعبة بالأصح إن لم تكن مستحيلة، وتشبه مهمة توم كروز في «المهمة المستحيلة».. فكلام العشاق «خفيف» على القلب، وكلام الأزواج «ثقيل» على المعدة. فالزوج يعاني من «صعوبة في النطق». وإذا ألهمه الله و«نطق» يكون كلامه ثقيلا، وفي مقابل ذلك تعاني الزوجة من «عسر الهضم» لكلام زوجها؛ لأنها تعرف أنه كاذب كبير عندما يقول لها: إنه محب كبير، وتعرف أنه يكذب بشكل «مضاعف» عندما يقول لها: إنها حبه الأول والأخير؛ لأنها تعرف جيدا أنه إذا كان يحبها فهي «حبه الوسط» وليس الأول. كما أنه لن يكون الأخير؛ فقبلها ما قبلها وبعدها ما بعدها!!
ولكنها مع ذلك تحاول أن «تكبّر عقلها»، وتستمتع وتغني من دون أن تقتنع بكلمات نزار قباني في قصيدة «كبّري عقلك»، ولكنها تغني:
كبري عقلك يا عمري..
إنما تحكينه عن وجود امرأة ثانية..
فهو تأليف روائي..
وشطحات خيال..
فأنت الأولى
وما تبقى من نساء الأرض..
ذرات رمال..!!
شعلانيات:
- صحيح قد تعود المياه لمجاريها، ولكن قد لا تكون صالحة للشُرب!
- حسن الخلق يستر كثيرا من السيئات كما أن سوء الخلق يغطي كثيرًا من الحسنات!
- الوقت الذي تستغرقه لتأدية العمل بشكل صحيح أقل من ذلك الذي تستغرقه لشرح أسباب فشلك به!
- كلما ازددت فهما ازداد تفهمّك للآخرين!