تشوهات قلوب .
كثيرة هي التشوهاَت التي تصيب جمال قلوبناَ
ولكنها تخفى على الكثير ..
بسبب مايسمونه بالكتماَن !
فهناك قلوب تجرعت من المرارة مايمكن أن يروي صحراء
قاحلة ولكنها تبرز هوية عنوانها الأبرز والأميز هو [ الصبـر ]
كثيرون فقدوا هذه النعمة وكثيرون من سلكوا إتجاه السرعة
حيث لايعون وجهتهم إلى أين وإلى أين مساَرهاَ
فيفقدون التحكم بها إلى هدف مجهول قد يلتف حولهم بالظلام .
ليس شرطاً أن يكون هذا التشوه ظاهراً للعيان
ولكن الأنفس تشعر به والعقل يتأثر به كثيراً
لدرجة العطف عليه وربما قد يصل إلى مرحلة الإنحلال من وظائفه
الواجبة حتى يحجز نفسه في مساحة ضيقة مجاورة لذلك القلب .
قلب
أدمن الرذيلة وسلك طرقاً متعرجة لاتسير فيها نفسٌ سليمة
حاَول أن يهجر ذلك ويؤذي ذاك فجمع من التشوهات مايكفي لبروزة قلبه بها .
قلبٌ
أبى إلا أن يحتضن الخضوع فأبصر كرهاً ولمس جروحاً
وسار وفق المطلوب منه وليس المفروض أن يعمله على حساب عقله ودينه ووطنه .
قلبٌ
تجلى في غياهيب الظلام فأكتوى وحشة وأطفأ نور المعرفة
ومارس الجهل وتقلبات الأنفس الخداعة وإستلم زمام الحكم وهو ظالمٌ لـ نفسه .
قلبٌ
رضي أن يعيش الدونية رغم مقدرته على النهوض
ولكن حشراَت اليأس طارت فوق أجنحة صعوده ولمس الأرض وإنجرف نحو الهلاك .
قلبٌ
مارس دور الحب والوئام رغم إختلاف داخله وقباحته ,
فخدع الأبصار من حوله وتعلى على أكتف النجاح وهو في داخله سلطان للفشل .
قلبٌ
تعدى على حقوق الفكر , فمارس سرقة الأقلام ونسبها إلى نفسه
وتناسى أن الحقيقة الداخلية ستظهر عند أول لقاء مباشر .
قلبٌ
كاَن كل همه , الدخول مابين الثمرة ولبًها فعاث فساداً ونشر ثقافة التداخل
المريض حتى أنشب أنيابه لتنشر سموم الفراق مابين قلبين متحاباَن .
قلبٌ
تجرأ على عقله فأصبح يوجهه حيث مايمليه هوائه الشيطاَني
فإنحدر حتى القاع وشرب من بقايا الأرض المهجورة .
كلها قلوبٌ أبت إلا أن تطغى على عقولها
وإستمر تعرجها حتى هجرت كل الطرق القويمة .
ليس شرطاً أن ترى هذا التشوه ولكن حين تشعر به
فأعلم
أن الطريق مظلمٌ أمامك !
مهما حاولت أن تحدد هذه الصورة ببرواز جميل
فإنك لن تخفي قبح الحقيقة مابين هذا البرواز الجميل ,
وأعلم أن الصورة ثابتة والبرواز متقلب تستطيع في كل يومٍ تغييره
ولكن ستواجه صعوبة في تجميل الصورة .
ليس مبرراً أن تدعي بأنك كفيف حتى تهتك عرض الوفاء والصدق
وليس مبرراً أن تدًعي الجهل حتى تقتحم الكتب ,
وليس مبرراً أن تدًعي الفشل دون المحاولة .
إذا وجدت نفسك محاطاً ذات يوم بألسنة الغضب
فتذكر
أن جهلك ذات يومٍ كاَن يلجم حديث الحق .