قطارات الغلابة.. تسطيح وزحام وصداقة مع الموت

منذ نعومة أظافرنا ونحن نستمع إلى القصص التراثية والحكايات الفلكلورية التى تسرد تفاصيل السفر على ظهر ناقة أو حصان أو حتى حمار، لكن لم نكون نتوقع أن يأتى اليوم الذى نشاهد فيه ظاهرة السفر على ظهر ” قطر”، فتحولت رحالات السفر من محافظة إلى أخرى عبر السكك الحديدية إلى رحلات الموت، و الناجى منها هو الذى يصل إلى المحطة الذى يريدها بدون أى إصابة، والفاشل بها هو الذى يدفع حياته أو أحد أعضائه ثمن بدل من الـ 2 جنية حق تذكرة السكة الحديد.
ربما الفقر يكون أحد الأسباب والدوافع وراء هذه الظاهرة الأخطر فى مصر، وربما الإهمال والاستسهال من قبل الجهات الحكومية المنوطة بالأشراف على السكة الحديد هو الذى اتاح الفرصة لفهلوة المصريين ودفعهم للتحايل على القانون تحت مسمى قلة الحيلة، هكذا حاول ” محمد أيوب ” أحد الركاب نقل مشهد التسطيح المميت من خلال حديثه “لليوم السابع” سارداً تفاصيل هذه الظاهرة التى تحولت إلى عادة تقليدية يلجأ لها الركاب نتيجة للزحام أو تهرب من الأجرة على حسب كلامه.
قال “أيوب”: الزحام المبالغ فيه وعدم وجود سم واحد داخل قطارات السكة الحديد خاصة فى بعض المواعيد مثل الساعة 7 صباحاً من كل يوم، ويوم الأحد طوال النهار هى الدافع الأساسى وراء ظاهرة التسطيح، فسكان القرى والأرياف يريدون العودة إلى القاهرة لاستئناف أعمالهم، والعكس صحيح لذلك تمتلء عربات القطار ولا يوجد مكان لأبرة حتى ان تسقط.
متابعاً”: ومن هنا تأتى ظاهرة التسطيح ويلجأ الناس إلى ركوب ظهر القطار للتخلص من الزحمة، لكن عادة ما تكون محاولة فاشلة لان حتى سطح العربة يعج بالركاب الذين تمرسوا على هذه الطريقة غير الامنة فى السفر، بل وخلقوا لها قواعد محاولين التهرب من أخطارها على قدر الإمكان.
بينما كان ” لنادر الديب” أحد الركاب أيضاً رأى أخر حول أسباب انتشار هذه الظاهرة موضحاً”: الفقر هو السبب الرئيسى وراء هذه الظاهرة، فالتهرب من 2 جنيه ثمن التذكرة الذى لا يذكر بالنسبة للبعض لكنه يساوى الكثير بالنسبة للبعض الأخر من الممكن أن يعرضنا إلى دفع ثمن الرحلة حياتنا بالكامل لكن ما باليد حيلة.
وعن قواعد التسطيح للتقليل التى حفظها الركاب قال “: الزحمة من اهم الأشياء التى تساعدنا على الركوب على ظهر القطار، لأن كلما زاد عدد الركاب كلما مثلنا ثقل وثبتنا فى أماكنا، أيضاً الاحتفاظ بالجسم ثابت بدون حركة مهما طالت المدة ن والاحتفاظ بالثبات فى أوقات الفرملة أو الوقوف فى محطة من أهم هذه القواعد التى إذا تخلفنا عنها ستكون هذه المرة الأولى والأخيرة .